الثلاثاء، 16 يناير 2024

صاف الشتاء وأشتى الصيف بالمحن

صافَ الشتاءُ وأشتى الصيفُ بالمحنِ

فصار ملبسُنا شروى أبي الحسنِ[1]

ورحلتانا صواريخٌ مسيّرةٌ،

ورحلةُ الشام تسري من ربى اليمنِ

فأحمرّ بحرٌ كأنّ الاسمَ لوّنَه

من عمق ايلات حتى منتهى عدن

وبابُ مندبِ مندوبٌ لنصرتِنا

في غزةِ العزِّ مهما كان من ثمن

قَفلُ المعابرِ يا ظُلّامُ يتبعُهُ

أن تُرعَبوا بانقطاعِ الوصلِ بالسفن

وجندُنا سوف تحسو الشايَ في قُمُرٍ[2]

كانت حصوناً لكم، واليومَ كالدِّمن

والله لا ذقتَ يا صِهيونُ مأمنةً

وعُدتَ كالزطِّ رحّالا بلا وطن

وليفعل الكفرُ ما يهوى لباطلِهِ

فالموتُ للحقِّ يبقى أعظمَ المِنن

وخاس كلُّ عميلٍ في ضلالتِهِ

أخزاكم الله يا عبّادةَ الوثن

ع ح

 



[1]  قال الإمام علي كرم الله وجهه: إنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ بعثَني وأنا أرمدُ فبزقَ في عيني ثمَّ قالَ افتح عينيكَ . ففتحتهما فما اشتكيتُهما حتَّى السَّاعةَ ودعا لي فقالَ اللَّهمَّ أذهب عنهُ الحرَّ والبردَ . فما وجدتُ حرًّا ولا بردًا حتَّى يومي هذا.

[2]  قمُر جمع قمرة، قمرة السفينة، غرفة قيادتها.


الأربعاء، 3 يناير 2024

صمت الحليم - عبدالله الطائي (منقحة)

 


"صمتُ الحليم"

 

 

مكانَك يا نَفسُ لا تنطِقي *** وإلا فإنّك في مأزِقِ

 

سكوتُكِ عقلٌ به ناطقٌ *** ونطقُكِ من خُلُقِ الأحمق 

 

وهيا اقرأي حِكمَ السالفين *** وتحبيذَهم عَطَلَ المَنطِق 

 

فكم من عِثارٍ بهذا اللسانِ *** وكم من فضاءٍ به ضيِّق 

 

وإنك نفسٌ فحتى متى *** تذودين عن عالم رَيِّق 

 

نفاقاً إذا ما أردتِ الكلامَ *** وصمتاً اذا شئتِ أن تَصدُقي 

 

فحريةُ الرأيِ مقبولةٌ *** اذا كان صاحبُهُ متقي 

 

صمَتنا وإن كثُرَ الاضطهادُ *** فصُنّا عن الجورِ ما قد بقي 

 

فمن وطنٍ بِيع للسامري *** وآخرَ أُعطيَ للأخرَق 

 

ومن ثروةٍ يَحتسي نفعَها *** مسبِبُ واقعِنا المُملِق 

 

أَخذنا السجيةَ من بحرِنا *** نعافُ اللآلي وصخراً نقي 

 

وكم بينَنا من ذكيِّ الفؤادِ *** يقاومُه الخصمُ إذ يرتقي 

 

وكم بالمَهاجِرِ من مَعشرٍ *** مضَوا يبحثون عن المِرفَق 

 

بلادُهمُ تُطعِمُ الوافدين *** وأخلِق بإكرامِهم أخلِق 

 

أليس العروبةُ أن نَغتدي *** عبيداً لوافدِ ليلٍ شقي 

 

ونَحفَلَ حتى بشوكِ القتادِ *** ونَعمى عن الوردِ والزَّنبق 

 

ونَصبِرَ للمُرِّ صبرَ الكرامِ *** ونحيا بسالِفِنا الشيِّق 

 

أليس العروبةُ أن ندّعي *** ونخطبَ في صولةِ المُفلِق 

 

نكررُ نحن الأباةُ الأباةُ *** ونحن من الذلِّ في مَوثِق 

 

تسيرُ الخنافسُ نحو العُلا *** ونحن على جهلِنا المُطبِق 

 

*** 

 

أخي أيها العربيُّ الغيورُ *** دعوتُكَ دعوةَ حرٍّ نَقي 

 

دعوتُك للوطنِ المُستضامِ *** دعوتُك للخطرِ المُحدِق 

 

وقد طال ليلُ الهوانِ المَريرِ *** وفجرُ الكرامةِ لم يَفلِق 

 

أُعيذُك من نَشءِ هذا الزمانِ *** وما فيه من مسلكٍ موبِق 

 

خَلَصْتَ كما التِّبرِ بين الترابِ *** وسِرتَ على نهجِك الأصدَق 

 

وعَيْتَ المشاكلَ وعيَ الحصيفِ *** فجئتَ بحَلِّك كالفيلق 

 

فمِن نَفسِك النهجُ للاتجاهِ *** ومن عزمِك السيرُ في المأزِق 

 

وخلِّ الوعودَ وخلِّ الخِطابَ *** نَطقنا طويلاً ولم نَصدُق 

 

وهيا إلى العملِ المستمرِ *** فإنّ التفاخرَ للأسبَق

 

سنصمتُ لكن كصمتِ الحليمِ *** يَهيئُ للغضبِ المُطلَق

 

يثورُ به ثورةً من يجيءُ *** لِصَدِّ براكينِها يُصعق 

 

فنَخرجُ منها عظامَ النفوسِ *** ونظهرُ والمجدُ في المَفرِق 

 

كذلك نحن وأما المقالُ *** فما هو إلا هوى المُخفِق 

 

فيا أيها العربيُّ الغيورُ *** تعالَ لمستقبلٍ مشرقِ

 

٢٥ يونيو ١٩٥٣

 

عبدالله بن محمد الطائي (كتبها وهو في الثلاثين من العمر)- ديوان الفجر الزاحف

 

الاثنين، 1 يناير 2024

مسباح أمي رحمها الله

 [حَملوا عصيَّهمُ وأحمل سُبْحةً

شتان بين سلاحِهم وسلاحي

ظُلموا فما انتصر الحسامُ لظلمهم

ولكم قصمت الجيشَ بالمسباح]

عاينتُ هذا في صفيةِ ربِّها

في وِرد كلِّ عشية وصباحِ

تستمطر الرحماتِ، يَنفحُ طِيبُها

بالذِّكرِ والتعظيمِ للفتّاحِ

ورأيتُ روحَ أبي تعانق روحَها

فيشَّعِّلا الأنوارَ في الأرواحِ

سَكب الإلهُ عليكما رحماتِهِ

أَبَوَيَّ في الجناتِ والأفراحِ

قرَّبتُما بابَ السماءِ لدارنا

تقريبَكمْ صنعاءَ للسياحِ

 

[أبو مسلم] + ع ح

*صنعاء قريتها والسياح قريته رحمهما الله تعالى.

 

سيف المكارم

 أُعزِّي بسيفٍ كلَّ أَرشدَ ماجدِ

وكلَّ حَمولٍ للديونِ مُكابدِ

فتىً رأيُهُ رأيُ السدادِ، وفعلُهُ

غياثُ العبادِ بالندى والسواعدِ

تراه كمثلِ الوالدينِ تَفَقُّداً

لمَن حولَه يسمو بهم للمراشدِ

بجنبيه نفسٌ بالتقى مطمئنةٌ

وأنفاسُهُ تهوى هواءَ المساجدِ

إذا قَصدَ الأخيارُ للبرِ والتقى

استقلَّ حميدُ الذكرِ أزكى المقاصدِ

خبايا لوجهِ اللهِ من حُرِّ مالِهِ

تَسيرُ تِباعاً في قريبٍ ووافدِ 

مضت عند سيفٍ بعضُ نفسي فليتها

تؤانسه في قبرِهِ والمشاهدِ

 عليه من الرضوان قرَّةُ عينِهِ

ويلبس في الفردوسِ خيرَ القلائدِ

فما عاش إلا يبتغي اللهَ مخلصاً

وما مات إلا وهو سيفُ المحامدِ

 

توفي الأخ سيف بن محمد بن حامد الهنائي يوم ١٨ نوفمبر ٢٠٢٣

 

خطبة عيد الأضحى 1446

  خطبة عيد الأضحى 1446  (تنبيه: العيد وافق جمعة ففي الخطبة فقرة بهذا) الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله ...