"صمتُ الحليم"
مكانَك يا نَفسُ لا تنطِقي *** وإلا
سكوتُكِ عقلٌ به ناطقٌ *** ونطقُ
وهيا اقرأي حِكمَ السالفين ***
فكم من عِثارٍ بهذا اللسانِ ***
وإنك نفسٌ فحتى متى *** تذودين
نفاقاً إذا ما أردتِ الكلامَ **
فحريةُ الرأيِ مقبولةٌ *** اذا
صمَتنا وإن كثُرَ الاضطهادُ ***
فمن وطنٍ بِيع للسامري *** وآخرَ
ومن ثروةٍ يَحتسي نفعَها *** مسب
أَخذنا السجيةَ من بحرِنا *** نع
وكم بينَنا من ذكيِّ الفؤادِ ***
وكم بالمَهاجِرِ من مَعشرٍ ***
بلادُهمُ تُطعِمُ الوافدين ***
أليس العروبةُ أن نَغتدي *** عبي
ونَحفَلَ حتى بشوكِ القتادِ ***
ونَصبِرَ للمُرِّ صبرَ الكرامِ ***
أليس العروبةُ أن ندّعي *** ونخ
نكررُ نحن الأباةُ الأباةُ ***
تسيرُ الخنافسُ نحو العُلا ***
***
أخي أيها العربيُّ الغيورُ ***
دعوتُك للوطنِ المُستضامِ *** دع
وقد طال ليلُ الهوانِ المَريرِ
أُعيذُك من نَشءِ هذا الزمانِ *
خَلَصْتَ كما التِّبرِ بين التر
وعَيْتَ المشاكلَ وعيَ الحصيفِ *
فمِن نَفسِك النهجُ للاتجاهِ ***
وخلِّ الوعودَ وخلِّ الخِطابَ *
وهيا إلى العملِ المستمرِ *** ف
سنصمتُ لكن كصمتِ الحليمِ *** ي
يثورُ به ثورةً من يجيءُ *** لِصَدِّ براكينِها يُصعق
فنَخرجُ منها عظامَ النفوسِ ***
كذلك نحن وأما المقالُ *** فما
فيا أيها العربيُّ الغيورُ ***
٢٥ يونيو ١٩٥٣
عبدالله بن محمد الطائي (كتبها وهو في
الثلاثين من العمر)- ديوان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق