الأحد، 10 يوليو 2022

قول في وجوب نشر اللغة العربية في كل بلد مسلم لتكون هي اللغة الرسمية الشائعة

 

قول في وجوب نشر اللغة العربية في كل بلد مسلم لتكون هي اللغة الرسمية الشائعة

 

كان من أساسيات الفتح الإسلامي في عصر الصحابة جعل اللغة العربية هي اللغة الرسمية والسائدة في البلاد المفتوحة لأهمية ذلك في فهم المسلمين لكتاب ربهم وسنة نبيهم ﷺ فسرعان ما اتسعت بلاد العرب فأصبح منها العراق والشام ومصر والسودان وكل شمال أفريقيا فعزّ الإسلام وعزت العربية وزهت وازدهرت.

بل وأصبحت العربية اللغة الرسمية بأرض فارس وبلاد ما وراء النهر وإلا لما ظهر علماء العربية وعلوم الشريعة من هناك ومنهم من لم يخرج من بلدته البتة كالإمام عبدالقاهر الجرجاني الذي لم يخرج من جرجان أصلاً وإنما تعلم هناك فقط وأصبح من كبار أئمة البلاغة العربية وأمراء البيان بها ومثله كثير.

ثم وقع وهن في العرب خاصة والمسلمين عامة وظهر الظلم والاستبداد والتفرق المذهبي فانتشرت في المقابل الشعوبية والفخر بالموروث الثقافي وعلا غير العرب من المسلمين على العرب، فانكفأت بعض البلاد على لغاتها الأصلية وتركت لغة القرآن، ومما ساعد على ذلك تسهيل تعلم الإسلام لغير الناطق بالعربية والتساهل المذهبي حتى في العبادة بغير العربية فأجاز بعضهم حتى الإتيان بما ينوب سورة الفاتحة باللغات الأجنبية في الصلاة ومن باب أولى التكبير وباقي ما يأتيه المصلي من غير القرآن، وإلا لكانت اليوم كل بلاد مسلمة عربية.

والذي نعتقده اليوم يقينا انه لا يسع الحاكم المسلم في أي بلاد أن لا يجعل اللغة العربية مادة أساسية في المناهج لتكون لغة القرآن الكريم على كل لسان، فيتكلمها أهل الإسلام بطلاقة، إذ بمعرفة العربية يكون المسلم مسلماً حقيقياً مدركاً لخطاب ربه له وخطاب رسوله ﷺ من غير واسطة.

وعليه فلا معنى لإضافة "إسلامية" على اسم بلادك ما دمت تبخس لغة القرآن حقها. حق لغة القرآن أن تكون على ألسنة المسلمين فمكّنهم منها، وهذا حق للمسلمين كذلك أوجب من حقوق كثيرة إن كان المطلب ترسيخ الرابط بين الناس وخالقهم سبحانه وتعالى، فقد خاطبهم بلسان ومن حقهم الأصيل على حكامهم وولاة أمرهم وعلمائهم أن يفقهوه.  هذا ليس من الخضوع للعرب وإنما من الخضوع لله الواحد القهار، وتلك العراق ومصر والشام وبلاد المغرب أصبحت عربية ولها القيادة والسمو لا التبعية والانكسار.

إن من خذلان الإسلام بقاء دول مثل إيران وتركيا وأندونيسيا وماليزيا وبنجلاديش وباكستان وأفغانستان والصومال والسنغال وغينيا الخ قائمة الدول المسلمة غير الناطقة بالعربية دولاً غير عربية إلى اليوم.

بالتعليم القويم نحتاج إلى ربع قرن فقط وتتحول هذه المساحة الشاسعة إلى عالم عربي مسلم، وستنتشر اللغة العربية فوق الإنجليزية والفرنسية واللغات الاستعمارية، وسيختفي التشرذم اللغوي في بلدان مسلمة عديدة تتحدث حالياً أكثر من لغة.

هذا والله من وراء القصد وعليه التوكل.

ع ح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خطبة عيد الأضحى 1446

  خطبة عيد الأضحى 1446  (تنبيه: العيد وافق جمعة ففي الخطبة فقرة بهذا) الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله ...