دمعٌ على الخدِّ من تَقوى الإلهِ جَرى
خَيرٌ مِن الدُّرِّ منظوماً ومُنتثِرا
ما رقَّقَ القَلبَ مثْلُ الحُبِّ أو وَجَلٍ
من الإلهِ أذابا الثلجَ والحَجَرَ[1]
ما أدخلَ السَّعدَ في جَنبَيك ثانيةً
يَبقى مَدى العمْرِ بالأنوارِ مُستطَرا[2]
ورُقيةُ الحبِّ أنْ تَزدادَ حِدَّتُه
أمَّا ضَريبتُهُ حُزْنٌ وشوقُ كَرى[3]
ورُبَّ نفخةِ لَحْنٍ جَدَّ في نَغَمٍ
بالٍ على البالِ أَحيا الشوقَ والسَّهَرَ[4]
علامةُ النُّبْلِ شُكرُ الناسِ ما فَعلوا
مِن الجميلِ، فأنعمْ بالذي شَكرَ
والمحسنُ الحقُّ نَفّاعٌ بفطرتِهِ
يَهمي على الناسِ، لو في عُسْرِهِ، اليَسَر
بَدْءُ الجميلِ يَسيرٌ عِند راغِبِهِ
لكنَّما الشَّهمُ مَن يُبقيهِ مُنهمِرا[5]
عُمْقُ المودّةِ لا يُعطي حقيقتَهُ
إلا قبيحينِ: جوفَ القبرِ، والسَّفَرَ[6]
وليس مُرْضيك في أوقاتِ فُسحتِهِ
كمثْلِ مُهديك من أوقاتهِ العُمُرَ
لا تَحْسَبِ الجَلْدَ حمَّالَ الأذى حَجَراً
فذاك مَن مُرهفُ الإحساسِ فيهِ سَرى[7]
يَفري[8]
الثَّقيفُ[9]
على هَونٍ[10]
فتَحسَبُ ما
يَفريهِ سهلاً فإنْ حاولتَهُ عَسُرَ
خيرُ الذواكرِ كي نحيا بلا غُصَصٍ
تلك النَّواسي لِمَا بالعُمْرِ قدْ شَجَرَ[11]
لا خِفَّةً يشتهيها المرءُ ممكِنةً
مثلُ التخلصِ من هَمٍّ بهِ وَقَرَ
لا تَحزننَّ على مَن باعَ صُحْبَتَهُ
بعضُ الخسائرِ رِبحٌ يَستحقُّ شِرا(ءْ)
من الإهانةِ أن تَرضى منافسةً
إنْ كنتَ لَيثاً وباقي الجارياتِ جِرا(ءْ)
حِفْظُ الكرامةِ لو غالتْ بقيمتها
يبقى إذا قِيسَ باستردادِها ظَفَرا[12]
ما أخَّرَ الناسَ عن مَجدٍ ونَيلِ عُلا
شئٌ ككُرهِهمُ التبديلَ والغِيَرَ
لا نبرحُ الوضعَ إلا أن ينازلَنا
سوءُ البقاءِ بأرزاءٍ وينفجرَ
لا ظلَّ إلا لمن في الضوءِ موقعُهُ
يَضحى ولكنهُ للقائلينَ ذَرى[13]
لا يَنشرُ النورَ إلا السُّرْجُ مشرقةً
أو المرايا فكن شمساً أو القمرَ[14]
أعمالُنا لَوحةٌ والعُمْرُ مَرْسَمُنا
وَقِيمةُ المرءِ ما وَشَّى وما سَطَرَ
كم مِن كلامٍ بلا معنى، وكم صَمتتْ
أهلُ الحُلومِ فأهدى صمتُهم زُبُرا[15]
الصمتُ في حِكمةٍ أرقى خطابتِنا
والسرُّ إنْ طالتِ الأقوالُ قد فَسَرَ
وأخسَرُ الناسِ من ضاق الرحيبُ بهِ
عن جَنةٍ أذهلتْ في عَرضِها الفِكَرَ
جُهْدٌ قليلٌ ولكنْ في مواضِعِهِ
لا يستوي وكثيرُ الجهدِ مُنشطِرا
لا تعجبنَّ لجَهلِ الناسِ ربَّهُمُ
ما كلُّ ناظرةٍ في البيناتِ تَرى[16]
ما أكثرَ اللمزَ؛ ثَلْبَ الناسِ إخوتَهمْ
وأندرَ البوحَ عن فَضلٍ ولو كَثُرَ
كلُّ العِظامِ أساءَ الناسُ فَهْمَهُمُ
ولو نبياً حَبا التبشيرَ والنُذُرَ[17]
فالزمْ طريقَك، إنْ كانت مقدّسةً،
ولا تَمِلْ خَلْفَ مَن يَهجو
ومن شَكَرَ
تَباعُدُ الناسِ عنْ حقٍّ، يٌلازِمُهُ
مَقْتُ الذي يَبتغيهِ أو لهُ ذَكَرَ
لا يُقلقنَّك وَضْعٌ في حقيقتِهِ
واقلقْ على الناسِ من فهمٍ له اعتكرَ[18]
وللحقيقةِ أنصارٌ، وخيرُهمُ:
مَرُّ الزمانِ على ما كان مُستتِرا[19]
إنّ الأدلةَ إنْ كانتْ مسيّسةً
ترنو - وإنْ أُسلِمت من مَكرِها - شَزَرا[20]
كلُّ الحروبِ بشرعِ المشعلين لها
عَدْلٌ، ولو نَسفوا الأعرافَ والسُّوَرَ
لنْ يَبلُغَ الشأوَ[21]
مَن يَحيا مقاتَلةً
والكاظمُ الغيظَ أَفنى الشَّرَّ والشَّررَ
مَن يَحفِرُ الشرَّ يبقى الشرُّ يتبعُهُ
حتى يُدَهْدِهَهُ في شرِّ ما حفرَ
قَلَّ الجنونُ وضوحاً عند مُفردِنا
لكنهُ الشمسُ في الأحزابِ والأُمَرا(ء)[22]
الشيءُ يَعظُمُ بالتقريبِ. قاعدةٌ،
والذائعُ الصِّيتِ إنْ قرَّبتَهُ صَغُرَ[23]
لا بدّ للشعبِ من خصمٍ يوحِّدُهُ
إذ يَجمع الشرُّ في إبليسهِ البَشَرَ[24]
والشعبُ أعرقُ شعبٍ في مناهجِهِ
حتى ولو كان عند الغَيرِ محتقَرا[25]
سَهلُ الخداعِ ولكنْ ليس تُقنِعُهُ
بأنّهُ صار للدجّالِ مُختبَرا[26]
شَرُّ السِّلاحِ سلاحٌ حَزُّ شَفْرَتِهِ
في نَحْرِ صاحبِهِ، أو قادَهُ سَقَرَ
قد ينتضي اللصُّ سيفاً كان صاحبُهُ
رسولَنا، ويؤمُ الفَجَرَ من فَجَرَ[27]
مقلاعُ داودَ ميراثٌ لشرذمةٍ
مِن الطغاةِ وحكْمُ الدينِ صار فِرى[28]
وبَيعةُ الحكمِ لا تأتي بمنتَخبٍ
وإنما القهرُ يأتينا بمن بَطِرَ
وصارَ يَثغو بأعلافٍ ومَأمَنَةٍ
مَن كان بالأمسِ بالقِسطاسِ قد زأرَ[29]
تُقضى أمورُ الكراسي لا يُنهنِهُها
غابَ المواطنُ عند "النَصْبِ" أو حَضرَ
مَعاولُ الهدمِ قد تأتي مُغَلَّفةً
من العدوِّ هدايا تُلجِمُ الكُبَرا(ء)[30]
يريد منك عدوُّ اللهِ، سخريةً،
تهديمَ بيتِك أو أنْ تَحرُثَ البحَرَ
فاحفظْ لعزتِك القعساءَ هيبتَها
واحرُسْ عرينَك مما يَجْلِبُ الضَّرَرَ
وما تقيٌ يبيعُ الدِّينَ مبتهجاً
بأبخسِ السِّعرِ إنْ ما سَيّدٌ أمَرَ[31]
لا تَخدعَنَّك من ذي الضَعفِ دندنةٌ
حتى يرى الأحمرَ الرنَّانَ والظُفُرَ[32]
سوءُ البلاءِ سِقامٌ لا علاجَ لهُ
سوى المباضعِ تَستقصي لتَجتَذِرَ[33]
صافي النوايا ربيحٌ لا خَسارَ لهُ
ومن يخاصمُهُ بالخيرِ قد كَفرَ
لا عُزلةً في فسيحِ الكونِ مثلُ فتىً
لم يَلقَ للقلبِ إلفاً يَعزِفُ الوتَرَ
لا يُعدِمُ اللهُ أهلَ الخيرِ في بَلدٍ
يكونُ أَدناهمُ عند الأسى وَزَرا
ولن تَرى صالحاً إلا لهُ فِئةٌ
تَمحو مَباسمُهمْ مِن عَيشكَ الكَدَرَ
فَمَن يُشبِّهُ بالعنقاءِ صادِقَ ذي
وُدٍ ففيه دواعي الخُسْرِ لو نظرَ[34]
ومَن يُحاولُ فردوساً بِعاجلةٍ
فسوفَ يُثْمِرُ ذيَّاكَ الضَّنى سَقَرا[35]
إنَّ البخيلَ ولو كانت خزائنُهُ
أموالَ قارونَ يَبقى أَتعسَ الفُقَرا[36]
آهٍ من الشِّعرِ كم أزرى بقائلِهِ
آهٍ على الشِّعرِ من جَدْلٍ بغير عُرى[37]
متانةُ السبْكِ كالسَّلسالِ تَحكُمُها
مواطنُ الضَّعفِ لو دَقَّتْ، ولو كَبُرَ[38]
وَكَمْ سَهِرتُ على بيتٍ أشيِّدُهُ
لأُحكمَ القولَ أُرضي الله لا الشُّعَرا(ء)
فلستُ أقوى على نارٍ أُكَبُّ بها
حصادَ بيتٍ على مرِّ العصورِ سرى
وأطولُ الناسِ إبصاراً لمقتبَلٍ
مَن طَوَّلَ الفِكْرَ في الماضين والنَظرَ
ليتَ المشيبةَ لا تأتي مُجنِّحةً
تلك التي بَدّلت في لَوحِنا الصُّوَرَ[39]
وليت حكمتَنا كالبُهمِ قد وُرِثَتْ
فُنُنجِبُ الطِّفْلَ مَهديّاً ومُدَّكِرا[40]
نقولُ هذا أسىً للجهلِ رافَقَنا
سحابةَ العُمْرِ، لا كُفراً ولا ضَجَرا
فإنّ في الشيبِ تبشيراً برؤيتِنا
مَن في لقائهِمُ جَبرٌ لما انكسَرَ[41]
الراحلين وما مَلّتْ نواظرُنا
تَسيلُ في إثرِهمْ ذَرّافةً حُمُرا
يا لَلذين أذاقونا ببُعْدِهُمُ
ما لا نبوحُ بهِ إلا لنا سَحَرا[42]
ما مَنظرُ الوجهِ من دون ابتسامتِهِ
إلا كَقَفْرٍ أضَلَّ الماءَ والشَّجَرَ[43]
يا حاديَ العِيسِ غرِّدْ علَّ سمعهمُ
كسمْعِ ساريةٍ مستقبِلاً عُمَرا
ما عاد شدوٌ يناغي أُذْنَ فاقدِكمْ
وكيف يَسمعُ من إدراكُهُ سُتِرَ
يا أَسعدَ اللهُ أرضاً بِتَّ ساكنَها
وأينعَ الزهرَ في مَغناك والثَّمَرَ
لو كان يُعبدُ دونَ اللهِ من أحدٍ
لكان مَن طَلَّقَ الأهواءَ وانتَصرَ[44]
"عليكَ" حين نُحَيِّي في تَشَهُدِنا
تُبقي الجوارَ رسولَ اللهِ مفتَخَرا[45]
وربَّما صلواتٌ سِرُّ مَصعدِها
تلك الصلاةُ على القاري بغارِ حِرا[46]
صلَّى عليك إلهي دونما عددٍ
يا خاتمَ الرسْلِ حالاً، مُبتداً، خَبَرا
عبدالله بن حمدان بن حمود الإسماعيلي
[1] فائدة ذكر الثلج عند الحجر لأن
الناس تتكلم مع تحجّر القلوب عن تجمّد المشاعر، ومن الثلج ما لا يذوب إلا بتدخل؛
بسبب البيئة كما في الأقطاب.
[2] الذكريات
السعيدة خالدة تستمد منها الطاقة بخلاف الذكريات السيئة التي تعمد إلى ردمها.
[3] شوق الكرى أي شوق النوم بسبب
الأرق، فالحزن والأرق قرينا العشق.
[4] تسمع
نغماً أو لحناً قد تقادم عهده في بالك، فتتجدد الذكريات بسبب ذلك الصوت. وهذا
ينطبق على أشياء كثيرة ولو نفحة عطر عابرة.
[5] يتحمس
الكثير من الناس لفعل المعروف لكن الاستمرار فيه لا يستطيعه إلا قلة.
[6] العادة أن لا يعبر الناس عن
صادق محبتهم إلا بعد غياب الحبيب بموت أو سفر، والسفر قطعة من العذاب وهذا سبب
قبحه.
[7] قد
يُظن بذلك الذي يصله ما يكره من أذى فيبقى ثابتاً لا يتغير واصلاً يستصغر الزلات
بأن أحاسيسه ميتة لكن الحقيقة أن هذا الصنف من الناس نهر من المشاعر الكريمة
والحساسية المرهفة وما ذلك المظهر الخارجي الصلب إلا درع يرتديه.
[8] يفري يعمل بجودة، وأصل الفري القطع، ومنه حديث
(لم أر عبقرياً في الناس يفري فريه).
[9] الثَّقيف والثقِف الحاذق في ما يأتيه.
[10] الهَون بفتح الهاء السهولة والرفق والسكينة
والوقار، ولا يصح هنا ضم الهاء لأنها تعني الهوان والخزي.
[11] نسيان المكدرات نعمة.
[12] صيانة
المرء لماء وجهه ولو كلّف ما كلّف خير له من محاولة استرداد الاعتبار بعد إهراق
ماء الوجه.
[13] لا
يمكن لجسم أن يكون له ظل إلا إذا وقع عليه النور، فلا بد لك إن أردت أن تكون فيئاً
يستظل بك الناس أن تتحمل ما يستلزمه تكوين الظل وتصيبك آثار الانكشاف في ضحوة
النور كالحرارة.
[14] مصادر
النور إما مصباح (شمس) أو مرآة تعكس نور المصباح (قمر) فإن لم تكن شمساً فكن قمرا.
[15] زبر جمع زَبور وهي الكتب النافعة.
[16] كم
من إنسان يبحلق في الدليل وقد يحفظه لكنه لا يهتدي به ولو كان قرآنا.
[17] حبا أعطى ومنح.
[18] فهمك
للشيء على حقيقته يجعلك قادراً على التعامل معه بشكل سليم، لكن إن كان فهمك له
خاطئاً فلن تنجح في التعامل معه، ولو كانت مشكلة لما قدرت على حلها.
[19] خير
ما يظهر حقائق الأمور مرور الزمان.
[20] البراهين
المسيّسة – ولو كانت دينية – لا تبحث عن الحق وإنما تبحث عن ما يناصر الاتجاه
المعتمد ولو كان باطلا، وتهمل ما لا يناصره ولو كان شمس الضحى.
[21] الشأو الغاية.
[22] ولهذا
تكون نكتة المسؤول مضحكة ولو كانت سخيفة، وجنونه عبقرية لأن الرتبة تغطي، وكم من
زعيم عبدته الشعوب ولم تر جنونه الواضح وهي تفديه "بالروح والدم" حتى
أوردها المهالك.
[23] "تسمع
بالمعيدي خير من أن تراه"، تكاد أن تكون قاعدة في البشر بخلاف الناموس العام
وهو أن الأشياء تكبر كلما اقتربت من عين الناظر.
[24] وجود
عدو ضرورة لترك التقاعس، ولذلك وجد الشيطان، وهكذا الدول يعنيها تحديد عدو
استراتيجي لأسباب وجيهة، وأحياناً لمجرد إلهاء الشعب عن مشاكله الحقيقية.
[25] كل
الشعوب تدعي العراقة ومناهجها الدراسية ملأى بذلك ولو كانت بخلاف ذلك في نظر الأمم
الأخرى.
[26] يراجع
شرح بيت "قل الجنون وضوحاً عند مفردنا" ليتضح المعنى.
[27] وهذا
واقع في الأمة منذ اغتصاب الخلافة الراشدة وتحويلها إلى ملك عضوض.
[28] دويلة شذاذ الآفاق تسمت باسم
إسرائيل نبي الله يعقوب، وتدعي وراثة هيكل سليمان، وتوظيف الدين مع أغلب الحكام
كما نصحهم به ميكافيللي في الأمير.
[29] كم
من ثائر ينادي بقيم الحرية والعدل ما إن يصل إلى المبتغى حتى يتحول إلى منافح عن
الباطل ويستخدم أدلة مسيسة نحو "اشكر ربك على النعمة".
[30] كم
من دولة خربت بسبب شراء ذمم علية القوم فيها، أكان داخلياً أو خارجيا.
[31] واتل
عليهم نبأ الذي آتيناه آيتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين.
[32] الأحمر
الرنان: الدرهم. الظفُر: رمز القوة. المال والسلطة مختبرات لصدق المباديء فلا حكم
إلا بعد الابتلاء بها، وكم سقط أناس في أول اختبار أمام إغراء المال أو السلطة أو
التهديد بهما.
[33] أسوأ
بلاء يمكن أن يبتلى به شخص هو ذلك الذي يضطره للتنازل عن جزء من جسمه لتسلم حياته.
[34] جعل
الصديق الصادق الودود أحد المستحيلات الثلاثة بقولهم "المستحيل ثلاثة الغول
والعنقاء والخل الوفي" علامة على خلل في القائل وعدم أهليته لنيل ذلك الصديق
وإلا فالحياة ملأى بالأخيار الذين يضحون بالنفس والنفيس في مصلحة أحبتهم.
[35] الدنيا
دار بلاء فإن ظفرت فيها بالسلامة يوما فأنت محظوظ فلا تحاول أن تجعل منها جنة إلا
إذا كنت تبحث عن تحويل عيشك إلى مأساة.
[36] لأنه
ليس سوى حارس على تلك الخزائن.
[37] وقديما
قيل "ولولا الشعر بالعلماء يزري.."، وكم من شعر ظاهره رنان فلما تبحث عمّا
يتضمنه من معنى رفيع لا تجد إلا السراب.
[38] السلسلة
تبقى ضعيفة التماسك إن وجد في إحدى حلقاتها موطن ضعف ولو خفي عن الأعين أو كانت
السلسلة ضخمة، وهكذا الشعر.
[39] مراحل
العمر سريعة التقضي وكأنها تطير، وكلما نظرت إلى ماضيك المتصرم فلكأنه كان
البارحة.
[40] يولد
الإنسان ويحتاج إلى تربية مطولة وتعليم، بخلاف البهائم فما إن ينزل طفلها من بطن
أمه حتى يقف على ساقيه ويعتمد على نفسه مزودا بالحكمة والمعارف اللازمة ليستقل
بنفسه.
[41] من
بلغ مرحلة المشيب فلا بد أن يكون قد تقدمه ثلة من أحبابه، والمؤمن يتشوق إلى
لقائهم ولا ييأس يأس الكافر من أصحاب القبور، ذاك الذي يرى الموت نهاية ليس بعدها
لقاء.
[42] (ما لا نبوح به إلا لنا سحرا) مستوحى من قول
الحق (أكاد أخفيها) على ما ذكر في مصحف أبي (أكاد أخفيها من نفسي) وروي القول بذلك
عن علي وجعفر الصادق، ومن قول النبي صلى الله عليه وسلم (ورجل تصدق بصدقة فأخفاها
حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه)، وجاء في قول السابق: أيام تصحبني هند وأخبرها *
ما كدت أكتمه عني من الخبر.
[43] الوجه
بلا ابتسامة كالح كالصحراء القاحلة، وهكذا الحياة في غياب الأحبة.
[44] خير
الخلق ذاك الذي تجرد من أهوائه واتبع الحق، وخيرتهم الأنبياء والرسل عليهم السلام،
الذين يُخرجون الناس من الظلمات إلى النور، فلو كان أحد يستحق العبادة دون الله
لكانوا هم، ولكن لا معبود بحق إلا الله.
[45] أي
أن قولنا "عليك" في تشهد الصلاة "السلام عليك أيها النبي"
يجعلنا نشعر بأننا أمام النبي صلى الله عليه وسلم وتلك مفخرة لنا بقربنا منه عليه
الصلاة والسلام ولو نأى بنا الزمان والمكان.
[46] الصلاة
على النبي دعاء مستجاب، فلعل صلاة لا يكون فيها مؤهل لأن تفتح لها أبواب السماء
إلا بركة تلك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
لله درك ، قصيدة مكتملة ، تذكرنا بشاعرية المتنبي ، وحكمه ، وصياغته ، ورونقه ، وعزته ، ...
ردحذفلله درك ، أبدعت ورب الكعبة ، لا فض فوك ...
أخوك / يحيى قصادي @yq2020
جزاك الله خيراً شاعرنا الكريم صاحب القصيد الرقيق يحيى قصادي. هذا لطف كبير منك، وسعدت به سعادتين أولا لأنه ذكر حسن صادر من شخص قدير جزاك الله خيراً وثانياً لأنه أول رد أجده في المدونة على أي من منشوراتي، وأتفاءل به بأن يجعل الله قصدنا في الحق حيا، وأسأل الله أن يكتبك من السابقين السابقين في الخيرات💐
ردحذفبوركت من شاعرٍٍ فذ وأديبٍ لا يشق له غبار
ردحذفستنجلي عن صفحات وجهك الغيوم وسينير ضياء حرفك ثنايا الأدب العربي ، لله درك.
أسعدك الله في الدارين يا حسناء وأحبتك. أسعدتني وأعتذر على تأخر الجواب لفشلي في رؤية التعليق المحفّز إلا الآن
ردحذف