بسم الله
الرحمن الرحيم
خطبة عيد
الأضحى المبارك
الله
أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
الله
أكبر ما لبى الملبون، الله أكبر ما كبر المكبرون، الله أكبر ما هلل المهللون، الله
أكبر عدد ما أحرم الحجاج من الميقات، الله أكبر عدد ما دخل الحجاج مكة ومنىً
ومزدلِفة وعرفات، الله أكبر عدد ما طاف الطائفون بالبيت الحرام وعظموا الحرمات،
الله أكبر عدد ما سُعِيَ بين الصفا والمروة من المرات، الله أكبر عدد ما حُلِقتْ
الرؤوس تعظيماً لرب البريات.
الحمد
لله الذي تابع لعباده مواسم الخيرات لتزدان أوقاتهم بالطاعات وتعمر. الحمد لله عدد
حجاج بيته المطهر، وله الحمد أعظم من ذلك وأكثر، الحمد لله على نعمه التي لا تحصر،
والشكر له على آلائه التي لا تقدر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ملك
فقهر، وتأذن بالزيادة لمن شكر، وتوعد بالعذاب من جحد وكفر، تفرد بالخلق والتدبير
وكل شيء عنده بتقدير، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صاحبُ الوجه الأنور، والجبينُ
الأزهر، طاهرُ المظهر والمخبر، وأنصحُ من دعا إلى الله وبشر وأنذر، وأفضلُ من صلى
وزكى وصام وحج واعتمر، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مديداً وأكثر.
أما بعد، فيا أَيُّهَا المُؤْمِنوْنَ : اتقوا الله حق تقواه، واشكروه على نعمه وهداه، والتزموا أوامره ونواهيه تنالوا رضاه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيم)، واعلموا أن يومكم هذا يوم جليل القدر، جسيم الأمر، رفيق الدهر. يوم خُتِم بليلته ليال زاهرة عشر، حُفَّتْ من لدن المولى سبحانه بجليل المنزلة والقدر، وشُملت منه بواسع الفضل والبشر، أقسم الله بها تعظيما لقدرها فقال: (وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، ونوَّه رسوله صلى الله عليه وسلم بعظيم فضلها حيث قال: (ما من أيام أعظمُ ولا أحبُّ إلى الله العملُ فيهن من هذه الأيام العشر؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد)، فكان مسكُ ختامها عيدَ الأضحى. فلله الحمد كثيرا على هذه المنة، التي خصّ الله بها هذه الأمة، وجعلها أيام أكل وشرب وفرح، وأرادها سبباً لهجر الخصومة ونبذِ الفرقة وتركِ الجفاء، فكانت فرصةً سانحةً لصلاح ذات البين، وفي الحديث: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة، قالوا بلى يا رسول الله، قال إصلاحُ ذات البين فإنَ فسادَ ذات البين هي الحالقة.
اللهُ
أكبرُ، اللهُ أكبرُ، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، وللهِ الحمد.
أَيُّهَا المُؤْمِنوْنَ :
اقتضت نواميسُ اللهِ في كونِه أنَّ من آمن بالله وعمل صالحاً يَهدِيهِم ربُّهم بإيمانِهم إلى حياةِ السعادة، قال سبحانه: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً)، وقال: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)، وأما من ضل عن منهج الرحمن وكان دأْبُه الإعراضَ والعصيانَ يكونُ جزاؤه مِنْ جنس عمله وحصادُه من نوعِ زرعه، قال سبحانه: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى)، وقال: ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ).
أَيُّهَا المُؤْمِنوْنَ :
اقتضت نواميسُ اللهِ في كونِه أنَّ من آمن بالله وعمل صالحاً يَهدِيهِم ربُّهم بإيمانِهم إلى حياةِ السعادة، قال سبحانه: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً)، وقال: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)، وأما من ضل عن منهج الرحمن وكان دأْبُه الإعراضَ والعصيانَ يكونُ جزاؤه مِنْ جنس عمله وحصادُه من نوعِ زرعه، قال سبحانه: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى)، وقال: ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ).
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، وللهِ الحمد.
عباد الله :
اتقوا الله واستوصوا بأنفسكم وأهليكم خيرا، وقولوا للناس حسنا، واقبلوا من المحسن، وتجاوزوا عن المسيء، وكونوا مفاتيح للخير، مغاليق للشر، واصحبوا أهل الفضل والصلاح تكونوا منهم، ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم، واعلموا أنّ مما يُشرع للمستطيع الواجد في هذا اليوم أو أيام التشريق الثلاثة التي بعده التضحيةَ بما تيسر لكم من النَّعم قربةً إلى بارئكم، تأسيا بمن قيل له: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ )، أضحيةً سليمة من العيوب والعاهات الظاهرة يُنسك بها بعد الصلاة، وما ذُبح قبلها فهو صدقة (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ)، فأعطوا فقراءكم وكلوا وادخروا، وابتعدوا عن التكلّف فقد صحَّ عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما أنهما كانا لا يضحيان - أحياناً - مخافة أن يعتقد الناس وجوبها، وقد ورد مثل ذلك عن جملة من الصحابة المقتدرين.
ومن
السنّة التكبير دبر الصلوات المفروضات ابتداء من ظهر اليوم إلى عصر آخر يوم من
أيام التشريق الثلاثة التي بعده.
اللهُ
أكبرُ، اللهُ أكبرُ، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، وللهِ الحمد
حُقَّ لكم -يا عباد الله- أن تكونوا بهذا اليوم جذلين، ولبعضكم البعض
مهنئين، وعلى الألفة مجتمعين، وعلى عون إخوتكم حريصين، وإلى نداء ربكم عز وجل
مستجيبين، حين ناداكم في قوله: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا
تَفَرَّقُوا)، ونداء نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم: (كونوا عباد الله إخوانا).
هذا وصلوا وسلموا على إمام المرسلين...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق