الاثنين، 20 يناير 2020

هارون عليه وسلم وموقفه من عبادة العجل


جواب هل كان هارون عليه السلام يتوسع في التقية ويعبد بنو إسرائيل العجل على مرأى منه ومسمع فلا يغيّر عليهم؟ (قول جاء ببعض كتب التفسير)

تصرف نبي الله هارون مع بني إسرائيل بعد عبادتهم العجل هو التصرف الحكيم، فهو:

أولاً: أنكر عليهم فعلهم ﴿يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري﴾ وليس بعد إنكار النبي متمسك لأحد بعبادة العجل.

ثانياً: وصل بهم التعنت إلى استضعافه ومحاولة قتله ﴿قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين﴾.

ثالثاً: مسألة عقاب الفئة الضالة تركها النبي الحكيم للقيادة العليا، وهم يغذّون السير خلف موسى ﴿قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى﴾ واللقاء حائن، لأن صناعة مجسم عجل مع زيادة صفة الخوار لا تتم بين يوم وليلة.

رابعاً: هؤلاء قوم خرجوا للتو من بيئة يعبد فيها العجل آبيس، وتماثيل هذا المعبود المصري باقية حتى اليوم، ومروا ببيئة تعبد فيها الأصنام، وطلبوا أن يجسّم لهم موسى الإله مثل تلك الأمم، الراقية في نظرهم، فرد عليهم موسى بأسلوب المربي ﴿قال إنكم قوم تجهلون؛ إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون﴾ فالأمر معهود.

خامساً: انتظار هارون عودة موسى الرسول القائد هو المنطق الحكيم خشية زيادة الفرقة في الصف بلا قرار قيادي موحد ﴿إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي﴾.

 ولهذا قبل موسى اعتذار هارون وزال غضبه بعد ظهور حجة أخيه، فسأل ربه المغفرة والرحمة لهما ﴿قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين﴾ ولا لوم على موسى في استعجاله ولا لوم على هارون في تأنيه، عليهما السلام.
عبدالله بن حمدان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خطبة عيد الأضحى 1446

  خطبة عيد الأضحى 1446  (تنبيه: العيد وافق جمعة ففي الخطبة فقرة بهذا) الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله ...