الاثنين، 25 نوفمبر 2019

كلام في وأد البنات


كلام في وأد البنات

من المفاهيم التي ينبغي تصحيحها ربط وأد البنات بالعرب فقط. وأد البنات عادة جاهلية تمارسها مختلف الشعوب منذ فجر التأريخ إلى يومنا هذا، فمن المقرر عند علماء الأنثروبولوجيا أن وأد البنات كان شائعا في كل قارة، وتم توثيقه بين الشعوب الأصلية في أستراليا وشمال ألاسكا وجنوب آسيا، وممن وثق ذلك تشارلز داروين. ولا يزال وأد البنات يمارس حتى اليوم في الصين والهند وباكستان بقصد طلب الولد الذكر[1]. ولا يعني هذا بطبيعة الحال أنّ كل الأسر تمارس الوأد، بل الغالب أن تكون حالات الوأد قليلة نسبياً، لكن أخطر ما فيها قبول المجتمع للجريمة، بل وتبريره لها.

قدر الفيلسوف الاقتصادي أمارتيا سين بمقال نشره عام ١٩٩٠ في مجلة New York Review of Books أن عدد النساء في آسيا أقل بمقدار ١٠٠ مليون من المتوقع، وأن هذا العدد من النساء "المفقودات" يشير إلى جرم مروع أدى إلى زيادة وفيات النساء بشكل مخالف للطبيعة، وفنّد تبريرات ذلك بغير الوأد وما في حكمه من إهمال متعمد[2].

أما ما يشمله معنى الوأد للمرأة من تحقير مؤصل، وسلب حقوق واجبة، وحجب عن الحياة الطبيعية، وحرمان رعاية وتعليم، وما يعرف بجرائم الشرف؛ فيقتل المرأةَ بعض أرحامها بدعوى"غسل العار" ثم لا تتخذ الدول إجراءات عقابية مناسبة بحق القتلة، فهذه جاهلية تمارس اليوم حتى في المجتمعات المسلمة للأسف.

هناك نوعان من وأد النفس المحرمة متفشيان في أغلب المجتمعات اليوم؛ أولاً: وأد اللقطاء، فتقتل الأم طفلها بعد الولادة عمداً، وقد يساعدها أو ينوبها غيرها في ذلك، أو يفرضه عليها. ثانيا: إجهاض الجنين الذي نفخت فيه الروح تعمداً، هذا الإجهاض وأد. ﴿وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت﴾.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خطبة عيد الأضحى 1446

  خطبة عيد الأضحى 1446  (تنبيه: العيد وافق جمعة ففي الخطبة فقرة بهذا) الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله ...