قرأت المقدمة الغزلية لعمرو بن شأس التي تقول:
تذكَّرَ حبَّ ليلى لاتَ حينا
وأمسى الشَّيبُ قد قطعَ القرينا
تذكَّر حبَّها لا الدَّهرُ فانٍ
ولا الحاجاتُ من ليلى قُضينا
وكانتْ نفسهُ فيها نفوساً
إذا لاقيتها لا يشتفينا
وقد أبدتْ لهُ لو كان يصحو
عشيَّةَ عاقلٍ صرماً مُبينا
فإنْ صارمتِني أو كان كونٌ
وأجدرْ بالحوادثِ أن تكونا
فلا تُمنيْ بمطروقٍ إذا ما
سرى في القومِ أصبحَ مُستكينا
يُطيعُ ولا يطاعُ ولا يبالي
أغثّاً كانَ حظُّكَ أم سمينا
ويُضحي في فنائكَ مُجلخدّاً
كما ألقيتَ بالمتنِ الوضينا
إذا اشتدَّ الشِّتاءُ على أُناسٍ
فلا قدحاً يدرُّ ولا لبونا
أبلِّي إن بللتِ بأرْيحيٍّ
من الشُّبّانِ لا يُضحي بطينا
يؤمُّ مخارماً بالقومِ قصداً
وهنَّ لغيرهِ لا يبتغينا
فتخيلته يضمر كلاماً فقلت على لسانه استكمالاً للأبيات السابقة:
نصحتِك رغم أنفي والحُميّا
تقولُ: أيا ابن شاسِ أرِ الدفينا
ألا اتركها تقاسي بعد عِزٍ
رَمَتْهُ ولا رَعتْ عهداً متينا
وليلى لو أرادت منك نصحاً
لَما هجرَت وقرّحت العيونا
فدَعها وادعُ أن تحظى بعلجٍ
يسلّمها المآزق والمنونا
فيهلك "منزلٌ من آلِ ليلى
أبى بالثَّعلبيَّةِ" أن يزينا[1]
أبوح بما توسوس لي نَهاتي
ولا أرضاهُ.. علّك ترعوينا
صحبتُ محمداً فأنار دربي
فلا أرضى سوى الإحسان دينا[2]
ع ح
[2] لعمرو بن شأس الأسدي صحبة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وشهد الحديبية،
وكان ذا بأس شديد ونجدة، وكان شاعراً جيد الشعر، معدود في أهل الحجاز، ومن شهير
شعره قوله في ابنه عرار: وإن عراراً إن يكن غير واضـح ... فإني أحب الجون ذا المنكب
العمم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق