الخميس، 13 يوليو 2017

خطبة عيد الفطر 1438

خُطـبَةُ عِيدِ الفِطْرِ المُبَارَكِ
     

 اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالحَمْدُ للهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وأَصِيلاً.

الحَمْدُ للهِ الَّذِي وَفَّقَنَا لِصِـيَامِ رَمَضَانَ، وَأَعَانَنَا فِيهِ عَلَى الإِحْسَانِ، وَفَتَحَ للصالحين فِيهِ أَبْوَابَ الجِنَانِ. ونَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، ونَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسُولُهُ، أَفْضَلُ مِن صَلَّى وَصَامَ، وَأَنْفَقَ وَقَامَ، وَحَافَظَ عَلَى شَعَائِرِ الدِّينِ العِظَامِ، صلى الله عليه وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أجْمَعِينَ، وعَلَى مَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِم وَاقْتَفَى أَثَرَهُم إِلى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ: اتَّقُوا اللهَ تَعَالَى، وَاشكُرُوهُ عَلَى نَعْمَائِهِ، وَاقْدِرُوا نِعْمَةَ هَذَا العِيدِ المُبَارَكِ قَدْرَهَا، فَقَدْ أَشْرَقَتْ شَمْسُ هَذَا اليَوْمِ السَّعِيدِ وَهِيَ تَحْمِلُ لَكُمْ جَائِزَةَ اللهِ، يَوْمًا جَعَلَهُ اللهُ لَكُمْ عِيدًا، جَائِزَةً لِصَبْرِكُمْ فِي رَمَضَانَ، فَاشكُرُوهُ أَنْ أَكْـمَلْـتُمْ لِلصِّيَامِ عِدَّتَهُ، وَكَبِّرُوهُ عَلَى أَنْ هَدَاكُمْ وَاجتَبَاكُمْ، وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ علىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ.

 اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ واللهُ أَكْبَرُ وللهِ الحَمْدُ.

أَيُّها المُؤْمِنُونَ:
تعلَّمنا فِي مَدْرَسَةِ رَمَضَانَ أَنَّ حَيَاةَ المُسْـلِمِ كُلَّهَا للهِ، حُلْوَهَا وَمُرَّهَا، أولَها وآخرَها، قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، فَلَيْسَ لِلطَّاعَةِ أَوقَاتٌ مَحْدُودَةٌ، وَلا أَشْهُرٌ مَعْدُودَةٌ، وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون. أَلا وَ"إِنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ تَعَالَى مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ وَإِنْ قَلَّ".

اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، والحَمْدُ للهِ كَثِيرًا، وسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وأَصِيلاً.

مَعَاشِرَ المُسْـلِمِينَ:
يَقُولُ النبي صلى الله عليه وسلم (لَيْسَ الوَاصِلُ بِالمُكَافِئِ، وَلَكِنِ الوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قَطَعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا) فصِلوا أرحامكم على كل حال، وتجاوزا وسددوا وقاربوا وعليكم بمكارم الأخلاق ففي الحديث النبوي: حُرِّمَ عَلَى النَّارِ كُلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ سَهْلٍ قَرِيبٍ مِنَ النَّاسِ. وقال صلى الله عليه وسلم: إن أحبكم إلي أحاسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون وإن أبغضكم إلي المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الملتمسون للبراء العنت. وقال صلى الله عليه وسلم: "الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يتحمل أذاهم".

 اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالحَمْدُ للهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً.
احرِصُوا عباد الله عَلَى الإِخْلاصِ لله في كل أموركم تكن حياتكم عبادة، وداومواِ عَلَى القُرُبَاتِ فِي جَمِيعِ أَوقَاتِكُمْ، وَاجعَلُوا مِنْ أَعْـيَادِكُمْ رَافِدًا لِتَكَافُلِكُمْ وتآلفكم، وَمُعَزِّزًا لِوَحْـدَتِكُمْ ومحبتكم في الله، وَاشكُرُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى عَظِيمِ فَضْـلِهِ، وَجَمِيلِ إِحْسَانِهِ، وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد. زكوا أنفسكم وأموالكم، ومن لم يخرج زكاة الفطر فليخرجها صدقة، ونفسوا الكربات ما استطعتم ولو ببسط الأكف بالدعاء يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ) مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ(.



هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى إِمَامِ المُرْسَلِينَ، وَقَائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ، كما أمركم ربكم حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيمًا: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خطبة عيد الأضحى 1446

  خطبة عيد الأضحى 1446  (تنبيه: العيد وافق جمعة ففي الخطبة فقرة بهذا) الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله ...