الأربعاء، 21 يونيو 2017

تحية مشتاق مضمخة عطرا



‏سلامٌ على دُرٍّ كمثلِ جبينِها
.. تحيةَ مشتاقٍ مضمخةً عطرا
سلامٌ على العينينِ والمهجةِ التي
‏.. تَشِعُّ من الأنوارِ ما يُلهبُ الشِّعرَ
‏سلامٌ على أنفٍ عقيفٍ مهندٍ
‏.. ونفسٍ لها نفسي الفداءُ وما أحرى
‏سلامٌ على ثغرٍ رشفتُ حديثهُ
‏.. رضاباً، وكان اللغوُ منهُ لنا خمرا
‏سلامٌ على وجهٍ إذا هَلَّ تنمحي
‏.. مواجعُنا، والروحُ ترقصُ بالبشرى
‏سلامٌ على غصنٍ كدهناءَ لَدْنَةٍ
‏..تَماوَجُ، تَسقيها سماواتُها قَطْرا
‏سلامٌ على عِلمٍ وفهمٍ وحكمةٍ
‏.. ونكتةِ آدابٍ ويسرٍ يقي العُسرَ 
‏سلامٌ على الإيمانِ والطُهرِ والنَّقا
‏.. سلامٌ على دِينٍ شرحتُ به صَدرا
‏سلامٌ على دُرٍّ سلاماً يَلفُّها
... كما التفت الأغصانُ تحتضنُ الزهرَ
سلامٌ على دُرٍّ كمثل يقينها
... بما خُطَّ  من حقٍ على الرايةٍ الخَضرا
سلامٌ على دربٍ أنارَتْهُ سالكاً
لنسعد في الأولى ونسعد في الأخرى
سلامٌ يُحيلُ العَيشَ أنساً وبهجةً
‏.. ويَمهَد للجناتِ من حبنا مَسرى
سلامٌ على يومِ اللقاءِ وساعةٍ
.. تعاودني فيها المباهجُ والذكرى
سلامٌ عليها يوم غادرَ رحلُها
.. وما عرَّجَتْ إلا لتقتطفَ العُمْرَ
سلامٌ عليها يوم أنْ نُشِرتْ لنا
ويومَ انطوتْ عنا صحيفتُها الزَّهْرا
ع ح


الأحد، 4 يونيو 2017

القداس الأخير

‏القدّاس الأخير

‏إذا مرّتِ الذكرى فذكرك باقي

‏لِيسكُنَني وَجْدٌ بغيرِ فِراقِ

‏يؤمِّلني قلبي مُحالاً بوصلِكم

‏لأحيا بأحلامٍ، ولاتَ تلاقي

‏أداوي هُيامي بالتعللِ والمنى

‏وهل لمريضِ الشَّوقِ غيرَ عِناقِ

‏أطاردُ أوهاماً وأعلمُ كُنهَها

‏أومِلُ في غيِّ السَّرَى بلَحاقِ

‏لأترعَ كأسَ الموتِ خمرَ محبةٍ

‏وكم قد تساقينا الهوى بِدِهَاقِ 

‏أخدِّر منها يقظةَ العقلِ بالمنى

‏وعَقلُكَ والآمالُ خيلُ سباقِ

‏وإنْ حاولَتْ فكَّ الحبالِ بهجرِها

‏رَبَطْتُ على قلبِ الوصالِ وثاقي

‏وإن يعتبِ الأهلون جانبتُ أمرَهمْ

‏وفارقتُ فيها خُلَّتي ورفاقي

‏وإن ناصحوني بالدواءِ وبالرُّقى

‏حلفتُ لهم أنْ ليسَ ثمةَ راقي

‏تحنبلتُ أُرضيها، وودعتُ مالكاً

‏وَشِمتُ ذَرى نجدٍ وكنتُ عراقي

‏تضاءلتُ كي أفضي إلى ضيقِ سِربِها

‏وآنستُ ضُبَّانا وجُهْمَ نياق

‏هجرتُ لعينيها فضائي بأسرهِ

‏لألقى الرضا منها وطيبَ وِفاقِ

‏رضيتكَ قالت، إنما لستُ أرتضي

‏عقوقَ أبي لو جئتني ببُراقِ

‏وتلك وصاياهُ بأذني قوارعٌ

‏تقول بأرضي والقبيلِ لَصَاقي

‏أُطيعُ أبي حياً وأَعصيه ميتاً

‏أترضى بأن أحيا حياةَ نفاقِ؟!

‏فطلّقَ عقلي وصلَها، غيرَ أنهُ

‏بروحيَ سكناها لغيرِ طلاق

‏وأعلمُ من قلبي نصاحةَ قلبِها

‏وقُبلةُ صدقٍ عندها بصَداقِ

‏لها قدما صدقٍ بكلِّ فضيلةٍ

‏وقد طوَّقتْ عُنْقي بحُسنِ خلاقِ

‏وإنْ أنسَ لا أنسى مواقفَ دُرّةٍ

‏وظفرُ الرزايا ناشبٌ بخناقي

‏فقد كانت الكهفَ الذي فيه مأمني

‏وشَقّتْ نِطاقَيها لِرَأبِ نطاقي

‏سلامٌ عليها يوم جاءت، وودَّعَتْ

‏تقولُ: تَصَبَّرْ، والدموع سواقي 

‏فإنْ ودَّعتني اليومَ فالوصلُ سابقٌ

‏ولن أَحمِلَنْ عَفْرَاً بظهرِ عِتاقِ[1]!

‏سأدعو بأن تحيا السعادةَ عمرَها

‏وترقى إلى الرضوانِ سبعَ طباقِ

‏ألوِّن ذكراها بِحِبْرِ مشاعري

‏إلى أن يُقِرَّ الموتُ لونَ سِياقي

‏فإنْ جفَّ جفنُ الحزنِ بالموتِ بغتةً

‏فموَّالُ شِعري للشَّجِيِّ مآقي.

‏أبو أسامة 

 

‏٢٩/٤/٢٠١٦

 



[1]  العفر التراب، والعتاق جياد الخيل.

السبت، 3 يونيو 2017

ربّاه أنت الرجا


سافرتُ لمهمة في رمضان ونزلت أرضاً لم أجد فيها رمضان، فقلت:

ربّاهُ أنت الرجا في كل نائبةٍٍ
وكاشفَ الكرْبِ يا ربَّ السماواتِ

إنِّي نزلتُ بأرضٍ ما وجدتُ بها
إلا وجوهاً كريهاتٍ وحيَّاتِ

ماذا دهاني تركتُ الأهلَ في وطني
وجئتُ وحدي، وهل من حكمةٍ آتي

لبلدةٍ زيَّنَ الشيطانُ باطلَها
وأقبحُ القبحِ تزيينُ الضلالاتِ

يا ربِّ إنَّ همومي فتَّتتْ كبدي
فاكشفْ كُروبي وكفِّرْ لي خطيئاتي

والطف إلهي بأهلي جامعاً رحماً
لنا قريباً، وبلغني لغاياتي

واستُرْ عرائي إلهي واحمني أبداً
واجعلْ إلى الخير أعمالي ومسعاتي

وارزقنِِيَ اللهُ إخواناً ألوذُ بهم
صُبحَ الوجوهِ أسوداً في المُلماتِ

عقولُهم من هدى القرآنِ نيرةٌ
وصوتُهم واحدٌ، ليسوا بأشتاتِ

هم أسبقُ الناسِ للتقوى وأعدلُهم
وذكرُهم هزَّ عرشَ الظالمِ العاتي

فافتحْ ليَ البابَ يا رحمنُ متسعاً
فغيرَ بابك لم أطرُق بآهاتي

أبو أسامة

٥ رمضان ١٤٠٩ هـ 

خطبة عيد الأضحى 1446

  خطبة عيد الأضحى 1446  (تنبيه: العيد وافق جمعة ففي الخطبة فقرة بهذا) الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله ...