﴿وَأَمَّا الغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤمِنَينِ فَخَشينا أَن يُرهِقَهُما طُغيانًا وَكُفرًا﴾ [الكهف: 80]
لماذا كان الحل القتل لا الهداية؟
الجواب: لأن الهداية والضلال أمور كسبية، وهداية الله ينالها من يسعى إليها (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء [ممن توجه إليه باحثا عن الحق بدليل تمام الآية:] والله أعلم بالمهتدين)، وإلا فمن يصر على الكفر لا يهديه الله (إن الله لا يهدي القوم الظالمين/الكافرين/الفاسقين/من هو مسرف كذاب).
وهذا الفتى متجه إلى الطغيان، ولا يخفى ذلك على عالم الغيب والشهادة، العليم الحكيم، وهو أشبه بالذي (قال لوالديه أف لكما … الآية) ، وكما قيل لنبي الله نوح عليه السلام (لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن) وقوله (ولن يلدوا إلا فاجرا كفارا) فالتخلص منه هو إنقاذ لنفس مؤمنة، كما هي حال الحدود.
فلا بد للإنسان أن يطلب الهدى أولا ليفتح الله له بابه (والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم) (إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى).
من سنن الله الثابتة (لا إكراه في الدين) فكما أن الله يأمرنا أن لا نُكره أحدا على الدخول في دينه، فمن باب أولى أنه هو سبحانه لا يُكره أحدا على الايمان والهدى.
والسبب الأساس في هذا أن الإنسان وافق طائعاً مختاراً على حمل الأمانة، ومن أول الأمانة أمانة الهدى، ولو تدخل الله وانتزع الأمانة وأكره الإنسان على الهدى من غير رغبة منه لوقع تضارب في المسؤوليات والتكليف، ونقض من الله للعهد تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق