أين ابتسامتُك العذراءُ والطربُ
وطرفةٌ يرتوي من عذبِها الأدبُ
أين المزاجُ الذي مازجتُ فيه دمي
ذاك الذي إنْ بدا لم يَبقَ مكتئبُ
أين الحنينُ الذي ما سكّنتْه رُقى
وصلٍ، وتُشعله الأفراحُ والكُرَبُ
أين الحِوارُ على أرقى مناهجه
به تفاصيلُ ما نهوى وما يَجب
أين العلومُ التي من شرحِنا غَزُرتْ
تُغني فَتاك عن المفتين ما كتبوا
أين الصِلاتُ التي تربو على نَسبٍ
إن كان من سببٍ أو لم يكن سببُ
أين القصائدُ تأتينا معطرةً
تكاد أبياتُها من نشوةٍ تَثِبُ
أين التي إن نأت تبغي لها هرباً
ما غيرُ أفيائنا يُفضي بها الهربُ
أين التي لا يضاهي قدرَها امرأةٌ
إلا إذا ما استوى اللاوسي والخشبُ
أين التي رضيَتْ قولي لها غزلاً:
جهلي الصوابُ وأما صدقُهم كذِبُ
أين التي خَطبتْ بالهمسِ في أذني
"أنتَ البلادُ" فخرَّتْ تَسجدُ الخُطَبُ
أين التي رَصّعتْ بالدرّ قافيتي
والشعرُ مذ طَفِئتْ يبكي وينتحبُ
أينيّتي هذه إن لم تَصل أذناً
تشتاقها فعسى تُصغي لها الحِقَبُ
بعضُ البناءِ الذي نفنى لنعمره
بيتٌ من الشعرِ تَستشفي به العربُ
ع ح
*اللاوسي: عود فاخر نادر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق