كلام في صلاة الاستخارة
صلاة الاستخارة كما أعتقدها هي صلاة ودعاء ليكتب
الله لي الخير في أي مسلك أسلكه، بعد استفراغ الجهد في بحث الموضوع، ومشاورة أهل
الحكمة والخبرة.
وليست صلاة الاستخارة منامات ورؤى وهواجس نفسية
كما يظن كثير من الناس منتظراً وحيا خاصا يتنزل على المستخير، وكم تاه بسبب هذا
الوهم أقوام وضاعت فرص ثمينة.
من البدعة أن يقول المرء (استخرت وما ارتحت)
فهذا لم يؤثر عن النبي ﷺ وما هذا عند التمعن إلا ضرب مغلّف من الكهانة. الوحي خاص بالأنبياء، ومع ذلك
لا يأتيهم متى ما أرادوه، فهل سيأتي لغيرهم بالاستدعاء؟! ليكن هداك: ﴿وشاورهم في الأمر،
فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين﴾.
من المقرر عند أهل العلم أن المنامات لا قيمة
لها في ما يأتيه الإنسان ويذره، ولو كانت من رؤيا النبي ﷺ الذي لا يتمثل به الشيطان،
لأن الإنسان غير صالح لتلقي الأوامر والنواهي والأحكام إلا وهو في كامل وعيه وحضور
عقله ضابطاً مكلفاً والنائم بخلافه، يتساوى في ذلك المستخير وغيره.
عبدالله بن حمدان الإسماعيلي