بنفسي من تريد ليَ المتابا
وكانت لي لدى البلوى مَثابا
تعاتبني لإمساكي رجاءً
تقول أراه أصفاراً يبابا
فقلت الصفر إن وقعت يميناً
تزيدك كلما زادت حسابا
ولست بوصلكم أرعى عتاباً
وما حب الذي يرعى العتابا!
فوَرَّت أنْ رأتْ في الأفق غيماً
ألا امسكْ لي المَخيلَةَ والسحابا
فقمتُّ لخُوذتي ودعوتُ ربي
فحُقَّ لِما تريد بأن يجابا
فَطرتُ بها.. فكانت لي جناحي
وخارطتي، وردت لي الشبابا
فما هارون يخطب في سحاب
ينافسني مساساً واقترابا
فلم أقنع بماء المزن لكن
أضفتُ لها المجرةَ والشهابا
فسعدي كان أن طلبتْ محالا
ولن يشقى الذي لله ثابا
فوفِّقني لباقي السعد ربي
ومسِّكني الهداية والصوابا
وساعدني أقِ المسكين ذلاً
فيلقى بي السكينة والثيابا
وإن عزّ الدواءُ على سقيمٍ
أكن بالشافيات له الشرابا
وإن طفل غدا من غير درس
أكن أستاذَ علمِك والكتابا
وإن حنَّ اليتيم لحِضن "ماما"
أفتّح للحنو عليه "بابا"
وإن رام الغشومُ الحقَّ ضيماً
أكن سيفَ الحقيقة والحجابا
ومُنَّ عليّ منقلباً لعدنٍ
أجاور مصطفَيْنَكَ والصحابا
وصلِّ على نبيك يا إلهي
محمدِ من كشفتَ به العذابا
آمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق