الأحد، 18 يونيو 2023

أزيح ببيت الشعر ستر خلالي

قلت على لسان رجل فرّق القضاء بينه وبين امرأته بعد طول عشرة:

 

أُزيحُ ببيت الشعرِ سترَ خِلالي

وأُعرِبُ عن حالي بغير سؤالِ

 

أدوّن أشعاري بها غيرَ عابيء

بظنِّ مسيءٍ أو مقولةِ قالِ 

 

وأقسمُ أني قد بلغتُ بحبِّها

قصِيَّ الهوى، واكتظَّ كلُّ مجال

 

وقبل غروبِ الشمسِ أعلمُ حاجتي

لتكفير ايلائي، فيَبسِمُ مالي

 

فلو نفحةٌ منها تَهُبُّ بخاطري

استجدَّ لها صرحٌ بقلبيَ عالِ

 

فأضحك كالراضي، وأبكي كطفلةٍ

تريد من الماما حنانَ دلال

 

أصارعُ أغوالاً ولا ليَ غايةٌ

سوى أن ترى ذاتُ الصدودِ قتالي

 

وأَدخلُ في حرب الطواحين شاهراً

رماحي، كدونْ كيخوتةٍ، ونبالي

 

وأسأل نفسي ما الذي أبتغي هنا

أغردُّ في قَفرٍ بغير كَلال

 

فلا هي تدري ما أقولُ ولا أنا

أُرجّي جواباً لائقاً بمقالي

 

فقد نشزَتْ في جَفوها وتكبّرَتْ

تناطحُ أحلاماً بصُلْبِ جبالي

 

ولستُ براضٍ بعدما أحدثتْ بنا

فجرحُ الأسى دامٍ لغير زوال

 

ولكنني مهما حملتُ ونالني

أصونُ لأهلِ الفضلِ طيبَ خصالي

 

ولو حَملتْ نفسي من الكِبْرِ ذرةً

لدُستُ على طغيانِها بنعالي

 

وليس على صدقِ المحبَّةِ آيةٌ

كإعذارك الجاني ولو بِمُحالِ

 

فكيف إذا كان الخصيمُ حبيبةً

لها راقصُ الذكرى يشاغلُ بالي

 

مفارقةُ الأحباب أدهى الذي دها

فكيف وقد فارقتُ بعضَ عيالي

 

طويتُ لها بالكرهِ صوتاً وصورة

كطيِّ مماتِ النورِ صوتَ بلال

 

وقد مات فيها كلُّ شيءٍ يخصُّني

ولم يبقَ إلا ما أرى بخيالي

 

فهل ما أرى عند اللبيبِ ضلالةً؟

ولم أرَ طولَ العهدِ غيرَ كمالِ

 

كمالٌ بها قد عزَّ في الأرضِ مثلُهُ

رأيتُ به النِّصفَ المكمِّلَ حالي

 

كمالٌ يُعَنّيني ويَشغلُني بها

ولو كان عند العاذلين ضلالي

 

ويمنعُ نسياني لها الدينُ والحِجا

وأصلٌ وطبْعٌ راحمٌ ومعالِ

 

ولا زلتُ في شكٍ بصدقِ انفصالِها

كما شكَّ مصدومٌ بموتِ عيالِ

 

فذلك أمرٌ دونَه الموتُ هينٌ

ويجعلُ عيشَ الحُرِّ شِبْهَ مُحالِ

 

وكيف يُسيغُ المرءُ عيشاً وحِبُّه

قريبُ هلاكٍ أو بعيدُ منال

 

عسى أن ترى يوما من العمْرِ صرختي

وتوقنَ أني لم أكن بمُغالِ

 

وتعلمَ أن الجُرمَ لم يمحُ قدْرَها

لديّ، فقدْر الحبِّ -ويحَك- غالِ

 

وأنّ فراقاً لم يُفرّق مودتي

فلم أحتفلْ من بعدها لِجَمال

 

وما ذاك عن عيبٍ ولا عن خَصاصةٍ

ولكنني عن غيرِ بَرَّةَ سالِ

 

فأُدخِل شيئاً من سرورٍ بقلبِها

سرورَ غرورٍ أو سرورَ وصالي

 

فتطربُها الذكرى ويَنشِطُ عقلُها

وتشدو بأيامٍ لنا وليالِ

 

فترقُص في السبعين رقصَ صبيَّةٍ

رأتْ نجمةً مقرونةً بهلالِ

 

ترى فارسَ الأحلام يخطُب ودَّها

فتدعو ليَ المولى ليَصلُحَ حالي

 

وتدعو حمامَ الأيكِ حول خِبائها:

تعالَي أشاطرْك السرورَ تعالِي

 

ويهطِل دمعُ الشوقِ يكحلُ خدَّها

فقد كان دمُّ الجفنِ بعدُ كِحالي

 

أيا ابنةَ خيرِ القومِ إن كان لا لِقا

بدارِ فناءٍ أو بدار مآلِ

 

فلا بأسَ أن تبقى القصائدُ بعدَنا

مواعظَ في دربِ الرضا وتَسالي

 

ولكنني لو أَنسأَ الله عمرَنا

أُرجّي بُعَيدَ الليلِ فجرَ وصال

 

فإنْ يشأِ المولى نَرَ الخيرَ والرضا

فكم كُربةٍ هانت كحلِّ عقالِ

 

تفاءلتُ عُمري فاغتنمتُ مطامحي

فيا ربِّ حققْ في البقيةِ فالي

 

فنصبح ما بين المحبين آيةً

تكون لعقبى الصبرِ خيرَ مثال

 

دعي سنواتِ العمرِ تَفعلُ فعلَها

ستبقَين عندي طفلتي وغزالي

 

على الخمسِ والعشرين، شطرِ الذي مضى،

ثَبَتِّ على حُسْنٍ كحبَّةِ خالِ

 

تمرّ بنا الأيام تَنْحَتُ ما بِنا

وتسفعُ ريحُ العمْرِ كلَّ نَوالِ

 

كأنّ بني الإنسانِ والدهرُ ريحُهمْ

كمثلِ حُزونٍ غطِّيتْ برمال

 

فتبدأُ دهناءً وتُذرى تدرُّجاً

لتترُكَها عظماً ويَنعمَ تالِ

 

ولكنّ من نَهوى سيبقى على المدى

لأعينِنا جَذباً وأثمنَ غالِ

 

أرى وجهَك الدريَّ مثلَ منارةٍ

لكلِّ سرورٍ في الهدى وجلالِ

 

على البعد، يأتي منك ضوءٌ يَدُلُّني

وأنت لدى الظلماءِ نجمُ شمالي

 

سقتكِ غوادي المزنِ يا أمَّ خالدٍ

فتُمسين في روضٍ وماءِ زلالِ

 

أساومُ فيك الوجدَ أرجو زوالَه

وأسهلُ مما أبتغيهِ زوالي

ع ح


خطبة عيد الأضحى 1446

  خطبة عيد الأضحى 1446  (تنبيه: العيد وافق جمعة ففي الخطبة فقرة بهذا) الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله ...