الخميس، 29 نوفمبر 2018

كلام في صلاة الاستخارة


كلام في صلاة الاستخارة

صلاة الاستخارة كما أعتقدها هي صلاة ودعاء ليكتب الله لي الخير في أي مسلك أسلكه، بعد استفراغ الجهد في بحث الموضوع، ومشاورة أهل الحكمة والخبرة.

وليست صلاة الاستخارة منامات ورؤى وهواجس نفسية كما يظن كثير من الناس منتظراً وحيا خاصا يتنزل على المستخير، وكم تاه بسبب هذا الوهم أقوام وضاعت فرص ثمينة.

من البدعة أن يقول المرء (استخرت وما ارتحت) فهذا لم يؤثر عن النبي ﷺ وما هذا عند التمعن إلا ضرب مغلّف من الكهانة. الوحي خاص بالأنبياء، ومع ذلك لا يأتيهم متى ما أرادوه، فهل سيأتي لغيرهم بالاستدعاء؟! ليكن هداك: ﴿وشاورهم في الأمر، فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين﴾.

من المقرر عند أهل العلم أن المنامات لا قيمة لها في ما يأتيه الإنسان ويذره، ولو كانت من رؤيا النبي ﷺ الذي لا يتمثل به الشيطان، لأن الإنسان غير صالح لتلقي الأوامر والنواهي والأحكام إلا وهو في كامل وعيه وحضور عقله ضابطاً مكلفاً والنائم بخلافه، يتساوى في ذلك المستخير وغيره.

عبدالله بن حمدان الإسماعيلي


كلما جَدّف من بعد الوداع

كلما جَدّف من بعد الوداع
جَرّهُ للخلفِ تيارُ الحنين

إنْ تناسى ما احتَوَت شطآنُه
أيقظ النسيانُ شيطانَ الجنون

فهو ساعٍ لو رمى مرساتَه
كم حراكٍ يختفي خلفَ السكون

كادحٌ بين ضلالٍ وهدى
فطرةُ المخلوقِ من ماءٍ وطين

ع ح

السبت، 29 سبتمبر 2018

ضمي وصاياك


ضُمِّي وصاياك عني لا توصِّيني
ولو حويتِ علوم الغرب والصين

ولملمي وقع "ميسِ الريم" من أذني
ما عاد شدوك يا فيروز يشجيني

لي في لياليَّ مزمارٌ أعانقهُ
مغنياً بوصايا الله في ديني

عندي "النساء" وكل الوقت* يضحك لي
ما بين "فاتحة" "للناس" و"التين"

إن شئت أولمت عند "الجن" "مائدة"
وأرسل "الرعد" عند "النجم" يأتيني

"المُلْك" يأتي لمن لان "الحديد" له
وذاك عندي وهذا "القدر" يكفيني
ع ح

*كل الوقتسور القيامة والدهر والتكوير والانفطار والانشقاق والغاشية والفجر والليل والضحى والقدر والقارعة والعصر والفلق

الجمعة، 31 أغسطس 2018

أوقفي الإرسال لن تحتجبي


أوقفي الإرسالَ لن تحتجبي
أنتِ في الرادارِ عندي كالعَلَمْ
ناوري كالشمسِ في دورتِها
ليس يَغوي مَن إلى النورِ يؤمْ
جِي بي أسُّ القلبِ أهدى من قطا
وأنا القبطانُ في داجي الظُلَمْ
ايهِ يا أطيارُ غنِّي باسمِها
فَبِهِ تَحلو أفانينُ النَغَمْ
خفِّفي عنِّي مآسي بُعدِها
فبحورُ الشِّعرِ موجٌ مُلتَطمْ
ما الهوى مِن بَعدها يا عاذلي
غيرَ تجديدٍ لأصنافِ الألمْ
أَكتمُ البلوى فإنْ بُحْتُ الهوى
فإلى المولى بِبَوحي أَحْتَكِمْ
أنتشي بالشِّعر في تذكارِها
ويلُ أمِّ الشِّعرِ مِن وحيِ القَلَمْ
ع ح

الخميس، 30 أغسطس 2018

مني الوداد


مِنِّي الودادُ وأشواقٌ أرتِّلُها
شعراً يُغنّى، ومنها الهجرُ والعتَبُ 

 

حِنَّا الغواني نباتٌ، وهي نَقشتُها
مِن دَمِّ قلبي بمَهلٍ منه تَختضب

 

ترى الخمارَ كمالاً ليس يلزمُها
فإنْ رأتني، ولو في النومِ، تنتقب

 

سقتنيَ اليومَ كأساً لا مزاجَ بها
سوى تصاويرَ من ماتوا بما شربوا

 

يا رحمة الله ضُمِّينا بما سلفتْ
منا الفعالُ، وضميهم بما سَلبوا

 

إنّي تحولتُ من غيبٍ لمَشهدةٍ
يا دُرُّ، وانزاح عني الرَغْب والرَهَبُ

 

قد كنتِ ملءَ أحاسيسي وأسئلتي
فهل جوابٌ لصرْمٍ ما له سبب؟!

 

عبدالله بن حمدان

 

 

الأحد، 19 أغسطس 2018

أتذكر أنس حديث المسا؟


أتذْكرُ أُنسَ حديثِ المَسا
بلا خشيةِ الفهمِ مِن أنْ يُسا

وكيف أنا اليومَ مستئذنٌ
ومعتذرٌ قبل أن أَنبِسا

جفافُك صَحَّرَ مَغنى الهوى
وماتت لعلّ، وخارت عسى

فهل يا تُرى في غدٍ مطمحٌ
وهل مِن أُساةٍ لهذا الأسى؟

ع ح

الخميس، 16 أغسطس 2018

ما لم يقله عمرو بن شأس


قرأت المقدمة الغزلية لعمرو بن شأس التي تقول:

تذكَّرَ حبَّ ليلى لاتَ حينا
وأمسى الشَّيبُ قد قطعَ القرينا

تذكَّر حبَّها لا الدَّهرُ فانٍ
ولا الحاجاتُ من ليلى قُضينا

وكانتْ نفسهُ فيها نفوساً
إذا لاقيتها لا يشتفينا

وقد أبدتْ لهُ لو كان يصحو
عشيَّةَ عاقلٍ صرماً مُبينا

فإنْ صارمتِني أو كان كونٌ
وأجدرْ بالحوادثِ أن تكونا

فلا تُمنيْ بمطروقٍ إذا ما
سرى في القومِ أصبحَ مُستكينا

يُطيعُ ولا يطاعُ ولا يبالي
أغثّاً كانَ حظُّكَ أم سمينا

ويُضحي في فنائكَ مُجلخدّاً
كما ألقيتَ بالمتنِ الوضينا

إذا اشتدَّ الشِّتاءُ على أُناسٍ
فلا قدحاً يدرُّ ولا لبونا

أبلِّي إن بللتِ بأرْيحيٍّ
من الشُّبّانِ لا يُضحي بطينا

يؤمُّ مخارماً بالقومِ قصداً
وهنَّ لغيرهِ لا يبتغينا

فتخيلته يضمر كلاماً فقلت على لسانه استكمالاً للأبيات السابقة:

نصحتِك رغم أنفي والحُميّا
تقولُ: أيا ابن شاسِ أرِ الدفينا

ألا اتركها تقاسي بعد عِزٍ
رَمَتْهُ ولا رَعتْ عهداً متينا

وليلى لو أرادت منك نصحاً
لَما هجرَت وقرّحت العيونا

فدَعها وادعُ أن تحظى بعلجٍ
يسلّمها المآزق والمنونا

فيهلك "منزلٌ من آلِ ليلى
أبى بالثَّعلبيَّةِ" أن يزينا[1]

أبوح بما توسوس لي نَهاتي
ولا أرضاهُ.. علّك ترعوينا

صحبتُ محمداً فأنار دربي
فلا أرضى سوى الإحسان دينا[2]
ع ح




[1]  هذا من بيت عمرو بن شأس: أتعرفُ منزلاً من آلِ ليلى ... أبى بالثَّعلبيَّةِ أن يريما
[2]  لعمرو بن شأس الأسدي صحبة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وشهد الحديبية، وكان ذا بأس شديد ونجدة، وكان شاعراً جيد الشعر، معدود في أهل الحجاز، ومن شهير شعره قوله في ابنه عرار: وإن عراراً إن يكن غير واضـح ... فإني أحب الجون ذا المنكب العمم


اقعدوا مع القاعدين/فاقعدوا مع الخالفين

جاء في سورة براءة {اقعدوا مع القاعدين} ثم جاء {فاقعدوا مع الخالفين} هل تتبين لك حكمة من هذا الاختلاف وأي التعبيرين أشد؟ كلا الآيتين يتضمن ال...