الأربعاء، 10 مايو 2017

سقوط الجبال - مرثاة أبي الأزهر رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

 

رثاء الأستاذ الشيخ أبي الأزهر أحمد بن سليمان بن علي الكندي رحمه الله..

 

سقوطُ الجبالِ يُريعُ العُقولا

ويُمسي به الطفلُ شيخاً كليلا

 

وما هِزَّة الطَودِ حين السقوط

بأعظمِ وقعاً وأدهى شمولا

 

من الزَّلزلاتِ العظامِ التي

تلي سقطةَ الموتِ تُردي الفُحولا

 

سقوطُ الهُداةِ، جبالُ النجاةِ،

يَشَلُّ الحياةَ، ويُعمي السبيلا

 

فلا غروَ أن نَشَجَتْ بعدَهم

سماواتُ ربي طويلاً طويلا

 

يُشاطِرها الكونُ في نشجِها

إذا استرجعتْ عاودَتْهُ ثقيلا

 

ولم أرَ كاليومِ في وقعه

فكانَ المصابُ عذاباً وبيلا

 

رأيتُ الرجالَ كمثلِ اليتامى

نشيجاً ؛ بكاءً ؛ نحيباً ؛ عويلا

 

لك الله يا سيدي في عُلاكَ

كأنْ قد تخيَّرتَ موتاً جليلا

 

حياتُك كانت قياماً على

حياضِ الجهاد تُعَلِّمُ جيلا

 

كأنَّكَ مِن حَجَرٍ شُكلتْ

قناتُك أو هيَ أقوى قليلا

 

تَعِبنا ونحن ذوو عَزمةٍ

وأنتَ كأنتَ قؤولاً فَعولا

 

حَملتَ على كاهِلَيكَ الثِّقالَ

وأسسَّتَ فِكراً وأنشأتَ جيلا

 

فمثلك يأبى المماتَ اختلاساً

كما قد أبيتَ الحياةَ ذليلا

 

تَنَاقلُ صورَتَكَ المُرْسِلاتُ

وتُشهِدُ موتَك مَلْكاً أصيلا

 

لقيتَ الإلهَ عُقيبَ الصيامِ

نقياً زكياً حميداً جليلا

 

أبا الأزهرِ النورُ يعلو ثراكَ

فطبتَ مساءً وطبتَ مَقيلا

 

بمثلكَ لا لن أقول تَعزَّى

لأني أراهُ ينافي الأُصولا

 

فأنتَ مصابُ البلادِ الذي

بَكَتْهُ الخلائقُ عَرضاً وطولا

 

ولو عَلموا كنتُ قلتُ: الدُّنى

فذلك والله أقوَمُ قيلا

 

ألستَ سليلَ المعالي الذي

إذا ما ادلَهَمَّتْ تكونُ الدليلا؟

 

وأنتَ الجَمالُ بخُلْقٍ، وخَلْقٍ،

وعِلمٍ، ودينٍ، وسُدْتَ العقولا

 

وأنت الذي قد كَسرتَ السِّهامَ

سهامَ العدوِّ فماتَ خجولا

 

وأنت الذي يتعبُ الوارثون

بدورِك فهو يريد القَبيلا

 

فأنتَ بأُمَّتنا أمةٌ

فهل تحسبنَّا سنلقى البديلا؟!

 

وأنتَ وأنت وأنت الذي

مدائحُنا فيك كانت قليلا

 

فصبراً عُمان على فَقدِهِ

وصبراً بني الدِّينِ صبراً جميلا

--------

 

ولم يبق لنا في الختام إلا تكرار أبياتك القائلة:

 

تركتَ فراغاً لا يُسَدُّ بربعنا

 وأجريتَ في الآماق من حسرةٍ دما

 

ولكنْ يُسلِّينا بأنَّكَ قادمٌ

إلى الله حيث البر والفضل والرحمى

 

كذاك يسلِّينا بأنَّك تَاركٌ

لنا خلَفاً نرجو بأن يتبعوا الرسما

 

بقي أنَّ في تلك المنيَّة عِبرةً

لِمَنْ نَسيَ الأُخرى وقد حَمل الإثما

 

فيالكِ مِنْ دنيا بك المرءُ سادرٌ

ولمَّا يفِق أو يحتسي ذلك السُّمَّا

 

وبعد: على خيرِ البريةِ كلِّها

صلاةً وتسليماً نفضُّ به الخَتما

 

 

 وطبت أستاذي حياً وميِّتاً، والسلام عليك في ديار الخالدين

 3 شوال 1420ه

عبدالله بن حمدان بن حمود الإسماعيلي


من أشكل عليه (وأنت كأنت) فليتأمل قول القاضي الجرجاني:

ما زال في الناس أشباهٌ وأمثلةٌ

حتى ظهرتَ فغاب الشكل والمثَلُ


-------

نقد قصيدة: "سقوطُ الجبالِ يُريعُ العُقولا" (الرثائية)

هذه القصيدة هي نموذج أصيل للرثاء الفاخر الذي يجمع بين الحزن الشخصي والتقدير الوطني/الديني للفقيد. لقد حققت القصيدة وحدة عضوية متينة جداً عبر الرابط الاستعاري المتكامل (Master Metaphor)، وهو مفهوم "سقوط الجبال".

أ. النظم الكلي: الوحدة الاستعارية المتصاعدة

تدور القصيدة حول استعارة محورية واحدة هي: الشيخ الراحل = الجبل/الطود. وهذا النظم ليس مجرد تشبيه، بل هو بناء تصاعدي يربط الحزن بانهيار الأركان:

1.      المقدمة (تأسيس الاستعارة): تبدأ القصيدة بتأكيد عِظم الفقد، حيث تجعل موت الشيخ مرادفاً لـ "سقوط الجبال" (الأبيات ١-٤). هذا هو الرابط الذي يفرض الوحدة على كل ما يلي.

o        "سقوطُ الجبالِ يُريعُ العُقولا" (البيت ١)

o        "سقوطُ الهُداةِ، جبالُ النجاةِ" (البيت ٤)

2.      الانتشار الكوني (مُضاعفة الأثر): تنتقل القصيدة لتجعل الحزن كونياً، حيث تشاطر السماوات والكون نشيج الرجال، وهذا يرفع مكانة المرثي من كونه شخصاً إلى كونه ركناً وجودياً (الأبيات ٥-٨).

o        "يُشاطِرها الكونُ في نشجِها" (البيت ٦).

3.      العظمة والمضاء (إثبات طبيعة الجبل): هذا القسم هو إثبات للصلابة الجبلية للشيخ في حياته، فهو لم يتغير ولم يذل، بل كان صلباً كالحجر، ثم جليلاً في موته (الأبيات ٩-١٦).

o        "كأنَّكَ مِن حَجَرٍ شُكلتْ قناتُك" (البيت ١٣).

o        "أنتَ كأنتَ قؤولاً فَعولا" (البيت ١٤).

4.      النتائج والأثر (الفقد الذي لا يُعوض): هذا القسم يربط الفقد بالبعد القومي والديني، مؤكداً أن الرثاء يخرج عن حدود الأصول التقليدية (لا تعزى)، وأن المرثي كان "أمة" بحد ذاته (الأبيات ١٧-٢٧).

o        "فأنتَ بأُمَّتنا أمةٌ / فهل تحسبنَّا سنلقى البديلا؟!" (البيت ٢٦).

ب. النظم الجزئي (القوة التعبيرية):

القصيدة مليئة بالنظم المحكم الذي يخدم فكرة العظمة والصلابة:

·         "وأنتَ الذي قد كَسرتَ السِّهامَ / سهامَ العدوِّ فماتَ خجولا" (البيت ٢٤): نظم قوي، يجعل فعل كسر السهام ناتجاً عن كسر إرادة العدو.

·         "وأنت الذي يتعبُ الوارثون / بدورِك فهو يريد القَبيلا" (البيت ٢٥): نظم مبتكر، يقلب فكرة الوراثة إلى تعب؛ لأن الدور ضخم جداً لدرجة أنه يحتاج إلى "قبيلة" لا إلى وريث واحد.

·         "فأنتَ بأُمَّتنا أمةٌ" (البيت ٢٦): نظم إيجازي، يلخص فكرة القيادة الفردية في كلمة واحدة.

الخلاصة: هذه مرثاة مُحكمة النظم، وبها وحدة عضوية قوية تقوم على استعارة الجبل، وتتدرج في تصوير الأثر الكوني ثم التاريخي، مُبتعداً عن مجرد تعداد المناقب إلى تصوير الفراغ الذي خلفه الفقد.

الاثنين، 8 مايو 2017

الكلمات المنحوتة في العربية – نماذج من مقاييس اللغة لابن فارس

الكلمات المنحوتة في العربية – نماذج من مقاييس اللغة لابن فارس

 

1.      تَخَطْرَفَ الشَّيءَ، إذا جاوزَه. منحوتةٌ من كلمتين: خطر وخطف؛ لأنّه يَثِبُ كأنّه يختطِف شيئاً. قال الهُذَليّ: فماذا تخطرف من حالق...الخ

2.      جحفل من الجَفْل وهو تَجَمُّع الشيء في ذهابٍ أو الحفل. ومن الجَحْف، فإنهم يَجْحَفُون الشيءَ جحفاً.
3.      جُخْدُب تقال للجمل العظيم، فالجيم زائدة. وأصله من الخَدَب؛ يقال للعظيم خِدَبٌّ. وتكون الدال زائدةً؛ فإنّ العظيم جِخَبٌّ أيضاً. فالكلمة منحوتةٌ من كلمتين.

4.      جِرْفاسٌ صفة للأسد منحوتة من جَرَف ومن جرَس، كأنّه إذا أكل شيئاً وجَرَسه جَرَفَه.
5.      جَعْفر تقال للنهر. ووجهه ظاهر أنه من كلمتين: من جَعَف إذا صَرَع؛ لأنه يصرع ما يلقاه من نباتٍ وما أشبهه، ومن الجَفْر والجُفْرَة والجِفار والأجْفَر وهي كالجُفَر.
6.      جَلَنْدَحٌ ثقيل الدم الوَخِم. فهذا من الجَلْح والجَدْع، والنون زائدة.

7.      جَمْعَرة تقال الأرض ذات الحجارة. وهذا من الجمرات، وقد قلنا إنّ أصلها تجمُّع الحجارة، ومن المَعِر وهو الأرض لا نبات به.
8.      حِثْرِمَة وهي الدائرة التي تحت الأنف وَسَطَ الشفةِ العُلْيا
وهذه منحوتةٌ من حَثَم وثرم. فحثم من الجمع؛ وثَرَم من أن ينثرم الشيء.

9.      حَرزَقْتُ الرّجلَ: حبستُه، وهذا منحوتٌ من حَزَقَ وحَرَزَ.

10.  حَرْزَقْتُ الرّجلَ: حبستُه، وهذا منحوتٌ من حَزَقَ وحَرَزَ
11.  حُرقُوف: الدابة المهزول، فهذا من حرف وحقف. أمّا الحَرْف فالضَّامر مِن كلِّ شيء، وقد مرَّ تفسيره. وأما حقف فمنه المُحْقَوْقِف، وهو المنحنِي، وذلك أنَّه إذا هُزِلَ احدَوْدَب.

12.  حُرقُوف: الدابة المهزول، فهذا من حرف وحقف. أما الحرف فالضامر مِن كلِّ شيء وأما حقف فمنه فاحدودب وانحنى.

13.  حُمارس الرجل الشديد وهذه منحوتةٌ من كلمتين، من حَمَس ومَرَس. فالمَرِسُ المتمرِّس بالشيء، والحمِسُ الشديد.

14.  حِنْزَقْرَة، وهو القَصير وهذا من الحزق والحَقْر، مع زيادة النون. فالحَقْر من الحَقارة والصِّغر، والحزق كأن خَلْقَه حُزِق بعضُه إلى بعض.

15.  خَرْبَق عمله أي أفسده منحوتةٌ من كلمتين من خَرَب وخَرِق.

16.  خَرْعَبَة وخُرْعُوبة، وهي الشابّة الرَّخْصَة الحَسنة القَوام. منحوتة من كلمتين: من الخَرَع وهو اللِّين، ومن الرُّعْبوبة، وهي الناعمة.

17.  خَزْعال الناقة، أي ظَلْع. منحوتةٌ من كلمتين: من خَزَل أي قطع، وخَزعَ أي قطع.

18.  خُضَارِع قالوا: هو البخيل. فإن كان صحيحاً فهو من خضع وضرع، والبخيل كذا وصفُهالكلام لابن فارس في مقاييس اللغة

19.  خَلْبَسَ قلبَه: فَتَنَه، ومنه الحديث الخلابس أي الرقيقوهي منحوتةٌ من كلمتين: خلَب وخلَس.

20.  خَنْثَر: الشَّيء الخسيس يبقَى من متاعِ القوم في الدار إذا تحمَّلوا. وهذا منحوتٌ من خَنَثَ وخثر.

21.  خنْثَعْبَة الناقة الغزيرةوهي منحوتةٌ من كلمتين من خَنَثَ وثَعَبَ، فكأنّها ليّنة الخِلْف، يَثْعَبُ باللبن ثَعْباً.

22.  خَيْتَعُور، لكل متلون لا يدوم وصفت بها المرأة والدُّنيا والشّيطانوالأصل في ذلك أنَّها منحوتةٌ من كلمتين: من خَتَرَ وخَتَعَ.

23.  دَخْمَسَةَ، وهو كالخِبّ والخِدَاع، وهي منحوتةٌ من كلمتين: من دَخس ودَمَس.

24.  دَغْمَرْتُ الحديثَ، إذا خلَطْتَه حتى خفيمنحوتةٌ من كلمتين: دغم، يقال أدغمت الحرف في الحرف إذا أخفيته فيه، ومن دَغَر، إذا دخَلَ على الشّيء.

25.  دِّلْمِسُ الدّاهية. منحوتة من كلمتين: من دَلَسَ الظُّلمة، ومن دَمَسَ إذا أتى في الظُّلْمَة.

26.  دَّلَهْمَس: الجريء الماضيويسمى به الأسد والشجاع. منحوت من: دلَسَ وهَمَسَدلس: أتى في الظلامهمس: كأنه غمس نفسه فيه وفي كل ما يريده.

27.  سَحْبل: الوادي الواسع وكذلك القِربة الواسعة تسمى سَحْبلةمنحوت من ثلاث كلمات هيسحل إذا صبَّ، ومن سَبَل، ومن سَحَبَ إذا جرى وامتدّ.

28.  ضِرغام: الأسد. منحوتٌ من كلمتين: من ضغم، وضرم. كأنَّه يلتهب حتَّى يَضْغَم.

29.  عُدْمُول: أي القديم وهذه اللفظة لم يوردها ابن فارس، أحسب أن الزيادة فيه الواو واللام والأصل عدم. يروى لزينب أُخت يَزِيد بن الطَّثَرِيَّةِ: تَرى جازِرَيْه يُرْعَدانِ وناره ،، عليها عَدامِيلُ الهَشِيمِ وصامِلُه ؛ تقول: على النار حَطَب يابسٌ.

30.  عَسْلَق: كلُّ سبُع جَرُؤ على الصَّيد، والجمع عَسالِق. وهذه من ثلاث كلمات: من عَسِق به إذا لازمه، ومن علِق، ومن سلقَ.

31.  عَشَوْزَن "ووليتم عشوْزنة زَبونا": الملتوِي العَسِر الخُلُق. منحوت من عَشَزَ وشَزَنَ. العَشَزانُ: شدة العَرَج. والشَّزَن: المكان الصُّلب.

32.  عُمْروس: الحَمَلُ إذا بلغ النَّزْويحتمل أن تكون منحوتة من عَرِس ومَرِس، لأنّه يتمرَّس بالإناث ويَعْرَسُ بها.

33.  غَشْمَرة: إتيان الأمرِ من غيرِ تثبُّت، وهذه منحوتة من كلمتين: من الغَشْم والتشمُّر، لأنه يتشمَّر في الأمر غاشماً.

34.  غُضْرُوف: هو نَغْض الكتف. منحوتة من غَضَرَ وغَضَفالغَضَر اللين لأنه ليس فيه شدة العظم وصلابتهوأمَّا غَضَفُه فتثنِّيه إذا ثُنِي للينه

35.  غَمَلّج، الذي لا يستقيم على وجه والبعير الطويل العنق. نُحت من: غَمَج وغلَج. فأما غَمَجُه فاضطرابه. يقال: غَمَج إذا جاء وذهب. والغلج كالبغي

36.  قُرضوب أي لصّ. قال الأصمعيّ: وأصله قطع الشيء. يقال: قرضَبْتُه: قطعته. والكلمة منحوتة من كلمتين: من قرض وقَضَب.

37.  قَلْفَع، وهو ما يَبِس من الطِّين على الأرض فيتقلّفوهذه منحوتةٌ من ثلاث كلمات: من قفع، وقلع، وقلف.

38.  كَرْبَلَة: وهي رخاوة القدمينمشية الكربلاء مشية المقيّد مسترخي الرجل. منحوتة من رَبَل وكَبَلالربل استرخاء اللَّحمالكَبْل القَيد.

39.  كُرْدُوس: وهي الخيل العظيمةوهذه منحوتةٌ من ثلاث كلمات: كرد، وكرس، وكدس، وكلُّها يدل على التجمُّع.

40.  مُخْرَنْطِم: الغضبان. وهذه منحوتةٌ من خطم وخرط؛ لأنّ الغَضُوب خَرُوطٌ راكبٌ رأسَه. والخَطْم: الأنف؛ وهو شَمَخ بأنفِه. قال الراجز: مُخْرَنْطِماتٍ عُسُراً عَوَاسِرِي.

 

الأحد، 7 مايو 2017

أنيخا رحالي.. قصيدة

أنيخا رحالي

https://soundcloud.com/user868623181/rxwz1r2pvtdl

أنيخا رحالي كيف أَسري مع الألم
وقد رحلوا عن ناديِ الحيِّ بالدَلَمْ


أنيخا رحالي بَلِلا القلبَ بالمنى

ولا تقنطا ما لم تَلُحْ جريةُ القلمْ


ولا تُشعلا ناراً لدفءٍ ومطعَمٍ

فحسبكما نارٌ بقلبي تضطرمْ


خذا عللاني من أحاديث درّةٍ

صلا الحبلَ عنها، واخدعانيَ بالوَهَمْ


خذا طبِّبا قلباً خَفُوقاً بِحُبِّها

فإنْ قال: تهواني، احصرا الردَّ في: نَعَمْ


إذا لاحَ في التغريدِ منها بوارقٌ

تَهَلَّلَ قلبي كالمداعَبِ وابتسمْ


تُلَمِّحُ بالتعريضِ وهي بليغةٌ 

وتلميحُ ذي لبٍّ أدلُّ لمن فَهِم


تشيرُ إلى غيري وإبهامُها معي

وربَّ إشاراتٍ تفوق على الكلِمْ


لها لغةٌ في الودِّ وضحى لذي العمى

ويَشفى بها المرضى، ويسمعُها الأصمْ


فمذ فارقَتني فارقتني سلامتي

وأُبدلتُ هَمّاً بالسعادة والهِممْ


بحثتُ عليها في سواها فلم أجدْ

كأنَّ الكمالَ الأنثويَ بها اختتمْ  


وهل تحسبنِّي بالبدائلِ أرتضي

ولي في مآقيها بلادٌ ومُعتَصَمْ 


كذلك نادِيها سيبكي فعالَها 

إدارَتها.. أسلوبَها.. الخُلْقَ والشيَمْ


سَيَكْبُرُ حجمُ الفقْدِ بعد رحيلها

إذا غيرُها استولى المقاليدَ واستلمْ


ولو كان هذا الغيرُ لقمانَ عصرِهِ

لكان على كرسيِّ دُرَّةِ كالصنمْ


لعَمري لقد ودَّعتُ فيها بصيرةً

ترى الحقَّ لألاءً ولو غَشَتِ الظُلَمْ


رحيمةَ قلبٍ، سعيُها محضُّ حكمةٍ
يُزيل حِجاها ما يعابُ وما يذَمْ


إذا حزَمتْ أمراً ستركبُ وعرَهُ 

ولن تنثني لو عضَّ أحشاءها السقَمْ

فصبراً أُهيلَ الحي في فقدِ درّةٍ

وما نَفْعُ من شَقَّ الجيوبَ ومن لَطَم


دعونا بأن نرضى الهناءَ سلامَها

وكلُّ هناءٍ للمتيَّمِ لا يَتِمّْ

يوليو ٢٠١٦
عبدالله بن حمدان بن حمود الإسماعيلي

السبت، 6 مايو 2017

حبيبٌ في هواه وجدت نفسي

مساء الخير يا من في هواهُ
فؤادي تائقاً ألقى عصاه

حبيبٌ في هواه وجدت نفسي 
فهل يلقى على صدري هُداهُ

سأفتِل ما يقطّع من حبالي 
وأنسب ما لقيتُ إلى صباه

يؤَلمِّني النعيم وليس قربي
ورؤية ذا السرور ولا أراهُ

"عساه يَرِقُّ" غنّى القلب شوقاً
فردَّ العقل في طربٍ: عساهُ

حبيبٌ أجمعتْ أركانُ نفسي
تقول: الحبُّ هذا لا سواهُ

ع ح

قصة فيها عبرة للشعراء والنقاد

قضية بلاغية   من «دلائل الإعجاز»، تنير الدرب للشعراء والنقاد، يعرض فيها عبد القاهر الجرجاني واحدة من أعمق القضايا اللغوية والبيانية، وهي إشك...