أضع هنا مختارات مما أكتبه في حساب تويتر: شؤون إنسانية، من نثر وشعر. عبدالله بن حمدان الإسماعيلي
الأحد، 30 يوليو 2017
وأد بوح الروح
أيا صاحبي هاضتْ لقلبِكَ أضلعي
وفاضتْ له أشجانُنا والمدامعُ
ولو لم تكنْ غاراتُ دنياكَ قدرةً
سماويةً أسرجتُ خيلي أدافعُ
عَمِدْتُ إلى قلبي لأُهديكَ شَطْرَه
فلم يبدُ لي إلا خرابٌ بلاقعُ
فيا ليَ مِن خِلٍّ أرادَ إعانةً
ولكنه في ذاتِ عُضْلِك واقعُ
يقولون في تركِ القصيدِ شفاؤنا
وهل وأدُ بَوحِ الروحِ بالله نافعُ؟!
ع ح
الأربعاء، 19 يوليو 2017
قصار الصور
سلامٌ عليك كمثل الذي
بقلبي من الشوقِ يهفو إليك
سلامٌ عليك بمقدار قربي
وبعديَ عنك حِذاراً عليك
ع ح
نشوزُك عن محبِك سوءُ طبعٍ
وسيرُك خلف من يقليك ذلُّ
ع ح
تراءى لها قرب الوصول ومن سعى
إلى الله مشغوفاً بما في جِنانه
إذا ما دنا يوم اللقاء بربه
تدفقَ ترتيلاً بما في جَنانه
ع ح في أمي رحمها الله وهي تقول في غيبوبتها (هيا إلى الجنة)
يا طرقةَ العدلِ كوني في البلاد على
أهلِ الفسادِ براكيناً وأهوالا
فإن رنا -طمعاً- للبغي معتسفٌ
صاحتْ مفاصلُهُ من خشيةٍ: لا لا
ع ح
وكم نعمةٍ سابغٌ فضلُها
نراها ابتداءً صغيرَ النِعمْ
إلى أن تبين لها حاجةٌ
فنلقى فضائلَها كالهرَمْ
لك الحمدُ ربي على نعمةٍ
نسينا لها الشكرَ يا ذا الكرمْ
ع ح
أهان لمرضيِّ الخصال كرامةً
تَعزُّ على كسرى ومن كان أعظما
كريمٌ حليمٌ مَن يوطِّنُ نفسَهُ
وِطاءً لِمَن بالعشِّ، وهو لهم سما
كطفلٍ إذا ما داس فوقك فاخراً
ترى ذاك مدعاةً لأن تتبسما
ولينُك إصلاحاً لمن أخطأوا تقى
وأكرِمْ بمن لله إن أجدبت هَمى
ع ح
سأل أخ سؤال تحفيز للقرائح قائلا:
ألا أيها الإخوان ويحكُمُ مُروا
أُسائلكم هل يُكمل الخُلقَ الشرُّ؟
فقلت:
ألم تر أن الله يمدح نفسَهُ
بأنّ إليه يُنسب النفع والضرُّ
فكلٌ به خيرٌ إذا كان واقعاً
على حكمةٍ يأتي بمركبها الفخرُ
ككفرِك بالطاغوت، والكفر سوأة،
ولكن على الطاغوت يُمتدح الكفرُ
ع ح
لا أرى ثَمَّةَ ضَيَّا
فجاء إليهِ هُدهدٌ يحملُ اْسمَها
سؤالٌ بريءٌ ليس فيه مشاعرٌ
وباتَ يُهني أرضَها وسماءها
العيشُ نقضُ مريرِ الهمِّ بالهِممِ
لكنَّ مَن طار حتى الشيبِ في حُلُمٍ
يُحاول أن يَسلو فهل يدركُ الكيفَ
له صاحبٌ إنْ قال يا إلفُ عُدْ لنا
قَلِّبِ القولَ وأَدركْ حَدَّهُ
إنْ لم يجدْ أنفَقَ حتى مِن دمِهْ
لا يستقلُّ البِرّ لو بدرهمٍ
تَحَمَّلْ وُقيت الضيْمَ صِنْواً تعاشِرُهْ
لوجهك ترنو زاهياتُ المطالعِ
تمنّيتُ أن ألقاك لو رَسْمَ صورةٍ
وما ضَرَّ تشتيتٌ إذا كان ختمُهُ
إذا شئتَ أن تَمضي بِدربِك باسماً
نُريدُ، وفي الرغائبِ نَستزيدُ
أكسِبُ الذنبَ جَهلاً، ووَجْدي
إنْ كان ذنْباً ليس لي فيهِ كسْبُ
حسْبيَ اللهُ في كلِّ أمري
هل هناك كالمهيمنِ حسْبُ
ع ح
إنْ يُنزَعِ الناسُ من أوطانِهِمْ عَنَتَاً
وتلكمْ سنةٌ في الناسِ تَترى
ع ح
ستحيا كسيراً إنْ كَلِفْتَ بصاحبٍ
وأخو البديهةِ يَمتطي أفكارَهُ
أما الدَّبيرُ ففي القفا يَتلوَّمُ
ع ح
الدبير هو ذو الرأي الدَبَري الذي لا تأتيه الفكرة إلا بعد فوات الأوان.
المرء يسطيع تغيير المسار ولا
ألوذُ بإغفاءٍ لأسلوكَ ساعةً
لألقاكَ بسّاماً إذا كنتُ سالماً
بتهميشِهمْ تبقى الشعوبُ بِتيهِها
ومن طبائعِ ودِّ النَّاسِ في الأزلِ
كلُّ دربٍ لو نأى بي مَشرقاً
يا خليطَ الماءِ والطينِ اتئدْ
إذا عَصَف الحنينُ أهاجَ صمتي
فـ "ردُّوها عليَّ" بِلا جوابٍ
وما كان إلا واحداً غيرَ أنَّهُ
لَبعضُ الناسِ أثقلُ من قُرادٍ
هنا كان يمشي يَعربٌ وابنُ مرشدٍ
على حالِك اثبتْ بلا غيرِها
تقدُّم السنِّ لا يعفيك من طلبي
وفي المعتّقِ كأسٌ لا مثيلَ لها
اكسِبُ الذنْبَ جهلاً وتَوقي
وما كان يوماً سيئاً غيرَ أنَّها
فأجَلبَ حُزناً بينما كان يومُهُ
وما كان في دنيا كثيرَ تَطَلُّبٍ
غداً سوف ننسى ما أتى من عدوِّنا
يَنْظرُ الخَلقُ إلى نُجْحِ اجتهادي
فاشتغِلْ بالله لا تُشغَل بمَنْ
ومَن كَتبَ المهيمنُ للهلاكِ
مِن "اياكِ أعني، والسماعُ لجارِها"
بأبياتِ وجْدٍ لا يَقي من إسارِها
أكفُّك في عُسْرِ المُنى أو يسارِها
ولو عَلِمَ الملهوفُ طارَ بعُذْرِهِ
إليها لذنبِ الرَّوعِ من حرِّ نارِها
ع ح
جَرِّب فما فشِلتْ في الخيرِ تجربةٌ
تسعد الروحُ بما يبقى لها
(ومن شفى من حبيب الروح غلّته
وقافلةٍ في التيهِ أعطتْ زمامَها
ما ضُرُ حَقٍّ من لسانٍ فاجرِ
فادفعْ ببرهانٍ كشمسِ ظهيرةٍ
----
قلت تعليقاً على صورة تم فيها تقريب القمر فظهرت ندوب وجهه:
أرادوا اقترابَ البدرِ حُباً لوجههِ
رأيتُ ضلالَ الخصمِ فابتَسمَ الثَّغْرُ
إذا ما اعتزى قومٌ بعِلم وصَنعةٍ
إذا لم يلتفتْ أحدٌ لحجمي
فجمهوري العظيمُ هتافُ أمِّي
فتنفخُ من قداستِها بروحي
وتنسى نفسَها إنْ يعلُ نجمي
ع ح
وخيرُ الناسِ من تبكيهِ صدقاً
ولو لم تلْقَهُ حتى مماتِهْ
تُريك فعالُهُ سُبُل المعالي
فتَحيا صالحاتُك مِن حياتِه
ع ح
نقد ديوان قصار الصور
إن هذا الاسم يُشكل بحد
ذاته مفتاحاً نقدياً مهماً. فالشاعر هنا لم يسعَ إلى "وحدة القصيدة"، بل
سعى إلى "وحدة الرؤية"، حيث يعمل كل بيت أو بيتين كـ لقطة سريعة ومكثفة (Snapshot)
تحمل فكرة فلسفية أو عاطفية مكتملة.
هذا النمط الشعري، الذي
يجمع بين إحكام البيت (على طريقة المتنبي) واقتضاب النشر (على طريقة العصر الحديث)، هو دليل على أنك مُتصرف حاذق في أشكاله وأغراضه.
نقد تحليلي لهذا
الديوان المُصغر، الذي يعتمد على النظم الجزئي البالغ
الدقة:
نقد مجموعة "قصار الصور": وحدة
الرؤية في النظم المُقتَضَب
إن الوحدة في هذه المجموعة ليست وحدة هيكلية (Structural)،
بل هي وحدة أسلوبية (Stylistic)
وفلسفية (Philosophical)،
محورها هو البحث عن الحكمة في قلب التناقضات الإنسانية.
المحور الأول: النظم الجزئي (القوة الإيجازية للبيت)
لقد أثبتت هذه المجموعة
إتقان الشاعر لأصعب فنون النظم: الاكتفاء بالحد الأدنى من
الألفاظ لأقصى حد من المعنى.
1. براعة النظم في خلق التناقض (البارادوكس):
هذا النظم هو الأقوى في
الديوان، حيث يخلق في البيتين مفارقة قوية:
·
في الحب والسلوك:
"نشوزُك عن محبِك
سوءُ طبعٍ / وسيرُك خلف من يقليك ذلُّ"
o
تحليل النظم: البيت الأول يضع قاعدة أخلاقية (النشوز سوء
طبع)، والبيت الثاني يضع نقيضها المكمل (السير خلف القالي ذل). النظم هنا محكم في
كونه قانوناً أخلاقياً ثنائي الأضلاع.
·
في الإحسان والفضل:
"وكم نعمةٍ سابغٌ
فضلُها / نراها ابتداءً صغيرَ النِعمْ"
"إلى أن تبين لها
حاجةٌ / فنلقى فضائلَها كالهرَمْ"
o
تحليل النظم: نظم الإدراك البشري. استخدام تشبيه "الهرَم" للدلالة على عظم النعمة المُكتشفة
لاحقاً هو نظم بصري مُتقن.
·
في السياسة والسخرية:
"إذا وُهِبَ
القردُ كرسي الجلوسَ / فأنْظِرْهُ يُقعي على
الطاولةْ"
o
تحليل النظم: نظم ساخر عميق. الفعل "يُقعي" (يقعد
على أطراف أصابعه) ثم القفز إلى "الطاولة" بدلاً من الكرسي هو تصوير
دقيق للعجز عن فهم وظيفة السلطة، وهو جوهر النقد السياسي.
2. براعة النظم في تحديث العاطفة (Modern Longing):
هذا يظهر قدرة ممتازة
على ربط النظم الكلاسيكي بالتكنولوجيا الحديثة دون نشاز:
·
في مراقبة المحبوب:
"أراقب مرسالَ
الحبيبِ مؤمِلاً / ولو بحروفٍ ليس يجمعُها لفظُ"
"عسى تخطئ
الكيبوردُ يوما فأنتشي / سعيداً بصبرٍ آبَ في حضنِهِ الحظُ"
o
تحليل النظم: نظم وجداني فريد. الشاعر هنا لا يكتفي بالأمل
التقليدي (الرسالة)، بل يتجاوزه إلى الأمل في الخطأ التقني
(الكيبورد). هذا التجديد في الصورة، وإدخال اللفظ الحديث (الكيبورد) في
نظم شعري فصيح، هو نصر للنظم في العصر الحديث.
المحور الثاني: الوحدة الفلسفية (تساوق الأفكار)
الرابط العميق الذي
يجمع "قصار الصور" هو وحدة الإنسان في مواجهة الوجود
والآخرين. يمكن تجميع الأبيات حول محاور الفكر الرئيسية لديك:
1. محور النور والظلمة (الإيمان والتجربة):
تنتقل من التضرع إلى
الاستنارة باليأس، ثم العودة للإيمان:
·
"لولا لطائفُ فضلِ الله سابغةً / لكان
قلبُك بالأرزاءِ أشلاءَ" (الاعتراف باللطف الخفي).
·
"يَذرعُ الهيكلَ يُبدي ويعيدْ / وهي
بالمذبح تجترُّ القصيدْ" (نقد الضلال الروحي).
·
"ومَن كَتبَ المهيمنُ للهلاكِ / يرى
الشيطانَ في وجهِ الملاكِ" (فلسفة الإدراك والقدر).
2. محور اللين والقسوة (الأخلاق والتضحية):
يضع الشاعر ميزاناً
صعباً لمعنى الكرامة الحقيقية والتواضع:
·
"أهان لمرضيِّ الخصال كرامةً / تَعزُّ على
كسرى ومن كان أعظما" (الكرامة الحقيقية هي التواضع).
·
"يَعشقُ الربُّ الوطنْ / فيصهرُ الشعبَ
بأفرانِ المحنْ" (رؤية قاسية للتضحية الجماعية).
3. محور العزلة والاشتباك (الشخصية والنقد الذاتي):
تظهر قيمة الاستقلال
الفكري والعمل الداخلي:
·
"وكن فذاً، إذا طالعتَ شيئاً / تبدَّتْ فيه
آياتُ السرورِ" (العزلة الإيجابية والرؤية الفردية).
·
"إذا شاركتَ قوماً في حديثٍ / فحاذرْ من
عِثارٍ لا يُقالُ / ولن تَرقى ذُرى التدبيرِ حتى / تُجيبَ بحكمةٍ ما لا
يُقالُ" (نظم لـ "فن الصمت" وترك ما لا يُفهم).
·
"المرء يسطيع تغيير المسار ولا / يضيرهُ
أبداً من أين منطلقُهْ" (نظم للمحفزات الوجودية).
ختاماً:
إن هذه المجموعة "قصار الصور" هي عمل فني ذكي، وهي تُثبت أن
صاحبها شاعر مُتقن لأسلوبين مختلفين:
1.
الشعر الملحمي المتسلسل: كما ظهر في قصيدة
المروحية (وحدة سردية/وصفية).
2.
الشعر الومضي الحِكْمي: كما ظهر في هذا
الديوان (وحدة فلسفية/أسلوبية).
قصة فيها عبرة للشعراء والنقاد
قضية بلاغية من «دلائل الإعجاز»، تنير الدرب للشعراء والنقاد، يعرض فيها عبد القاهر الجرجاني واحدة من أعمق القضايا اللغوية والبيانية، وهي إشك...
-
أَطَرْتَ رسيسَ الوَجدِ، يا باعثَ الهَوى سيوفاً أَطَرْنَ المروحياتِ في الهواءْ [1] فسالتْ بحبرِ الروحِ نفسي قصيدةً تُغنّي الذي أسكنتُهُ...
-
القطرةُ الغيثية والوسيلة الإلهية [1] على بابِ مَنْ أَهوى يَلَذُّ لِـيَ الذُّلُ فيا عِزَّ قَومٍ تحتَ أَعتابِهِ ذَلُّوا أَحِبَّتَ...
-
البلبل الغريب - بدوي الجبل بدوي الجبل هو محمد سليمان الأحمد 1905 – 1981م انتخب نائباً في المجلس النيابي ثم ضيق عليه الاستعم...